إلى أي مدى يمكنك التفوق في وظيفة الأبوة؟

إلى أي مدى يمكنك التفوق في وظيفة الأبوة؟

ماذا تفعل إذا شعرت أن أبنائك في حاجة إلى الكثير من وقتك؟ وأنت في نفس الوقت مشغول ومقيد بأعمالك؟ ربما تختار إلقاء هذا الاحتياج جانبًا، أو تكليف الأم بكامل الرعاية.. أو تدرك مدى أهمية الأبوة، وأنها وظيفة لا تقل أهمية عن عملك، بل في كثير من الأحيان ينبغي أن تحتل المراتب الأولى في قائمة أولوياتك.

ومن خلال المشاهدات اليومية، وتحليل أسباب مئات المشكلات الأسرية والعلاقات، نجد أن افتقاد الأبناء لل"الأب" رغم وجوده ووجود الأم، كان عاملًا أساسيا في حدوث تلك المشكلات، بل وتصدع المجتمع كاملًا! إذ أن العامل الأساسي لبناء شخصية الأبناء يكمن في الاستفادة من تجارب من سبقوهم سنًا ومعرفة، وبالتأكيد، لن يستطيع الأبناء -تحديدًا الصغار- بناء شخصية قوية وغير مهلهلة بدون عنصر الخبرة الذي يوفره الأب، ومهما كانت خبرات الأم وتجاربها، فإنها لا تستطيع أن تكون نموذجًا عمليًا كافيًا للأبناء، لأن الأب في العادة يكون أكثر احتكاكًا بالواقع ومشكلاته. 

لذا سنحاول في هذا المقال، إلقاء بعض الضوء على دور الأبوة، والإجابة على سؤال "إلى أي مدى يمكنك التفوق في وظيفة الأبوة؟" ..

ما هي وظيفة "الأبوة"؟

ترتكز وظيفة الأبوة على أدوار أساسية، نذكر أهمها:

  • المصاحبة: يمارس الأب مفهوم الصحوبية مع أبناءه تمامًا كالأصدقاء، فالأب يتحين الفرص ويفسح المجال للحديث مع أبناءه، يتحاور معهم ويتعرف على آمالهم وطموحاتهم ومخاوفهم ونقاط ضعفهم.. والعكس أيضا فيقوم الأب بالتحدث عن نفسه وآماله وما الذي يخشاه، ومن هنا يتأكد مفهوم الصراحة وتقوى روابط الثقة بينهما.

  • مشاركة الطعام: لا يتخلف الأب عن مشاركة أبنائه وجبة واحدة على الأقل يوميًا، وتكون مشاركة فعّالة، حيث يمازح الأبناء ويسأل عن أحوالهم ويصالحهم، ويسمع قصصهم ومواقفهم اليومية التي يمرون بها.

  • انتهاز أوقات الفراغ لصالحهم: للأسف عندما يتحين لبعض الآباء أوقات فراغ أثناء أيامهم أو إجازاتهم من العمل، يتخذونها خلوة لأنفسهم أو ينشغلون بأعمال أخرى، ويتناسون حق الأبناء.. لذلك على الأب أن ينتهز تلك الفراغات البينية والأوقات المستقطعة في تمديد الوقت المخصص لأبنائه.

  • تعليم الأبناء المسؤولية والاعتماد على النفس: من أهم الأدوار التي تجب على الأب تجاه أبناءه، أن يربيهم على معاني المسؤولية الفردية ثم الجماعية. والمسؤولية من المهام التي تُغرس في الأطفال من الصغر، بعكس ما يعتقد بعض الآباء أن المسؤولية تبدأ من سن معين، وما قبلها هي مرحلة لهو أو اعتمادية على الغير! 

  • غرس القيم وبناء المرجعية: يعاني الكثير من الأبناء في عصرنا بعقد نفسية وتشوهات فكرية وإدراكية، منشأها في الأساس هو عدم اتضاح الرؤية وعدم ثبات المرجعية، فتجد الأجيال في سن المراهقة في صراع شديد مع الأهواء التي يزرعها متصدرين السوشيال ميديا والترند! لذلك أصبح لزامًا على الآباء ومن تمام مسؤوليتهم، الاهتمام ببناء المرجعية والأساس الديني والأخلاقي لأبنائهم، من خلال عملية التوجيه والتقويم.

ما هي العلامات التي تؤكد نجاح وظيفة "الأبوة"؟

للتأكد من أنك تقوم بدورك على نحو سليم، هناك علامات، أهمها:

  • استجابة الأبناء لطلبات الأب والأم بدون تذمر أو تأفف، وفي أوقات النظافة أو خدمة البيت، تجدهم مسارعين ومستعدين للمساعدة.

  • المراقبة الذاتية، يتصرفون بنزاهة غير مهتمين بمراقبة أحد، ومهما كانت الظروف ضدهم لا يلجأون للطرق الملتوية للتبرير أو التصرف بتسرع حتى لا يتحملون المسؤولية.

  • الصراحة.. وهي دليل الثقة، فلو وثق الأبناء بوالدهم، سيخبرونه بكل تفاصيل مشكلاتهم ونقاط ضعفهم، مما يسمح للأب بحسن التوجيه والتدخل السريع ببعض القرارات في حال الاحتياج إلى ذلك. 

  • التصرف بأخلاق عالية في حال الاختلاف.. إذا واجه أحد الأبناء موقفًا يدعوه للأنانية أو التعصب، يتصرف بحكمة ولا يسمح لنفسه بظلم غيره، أو التعدي على حقوقه.

  • قوة الشخصية.. الأبناء الذين تربوا على الثقة والصراحة وتحمل المسؤولية، تجدهم أصحاب شخصية قوية لا تهتز مع الصعاب أو الأزمات، ولا يسمحون للآخرين بالتقليل منهم، بل يلزمون المتنمرين حدهم، ولا يستطيع أحد التقليل منهم.

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار