الزواج هو علاقة مقدسة وخلقنا الله لنعمر في الأرض وننجب أبناء صالحين، علاقة الزواج تقوم على المودة والحب، فهما الأساس بين الزوجين كل منّا له حقوقه وعليه واجباته، وإن أدى كل طرف ما عليه من واجبات، سوف تكون علاقة ناجحة ومستمرة، مسؤولية المنزل لا تقع فقط على عاتق المرأة، إنما تقع على الرجل أيضًا، فالزوج والزوجة كل منهما مكمل لصاحبه، فقد قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم، الآية: {21}.
الرجل هو رب الأسرة وعمود البيت الأساسي، هو الذى يحكم المنزل ويديره، ويجب أن يكون الزوج عالمًا بكل ما بالمنزل، وعلى الجانب الآخر الزوجة هي الركن الآمن بالمنزل، المسؤولة عن شئون المنزل، وذلك عند ذهاب الزوج إلى العمل أو غيابه، وأهمية وجودها بالمنزل لا تقل أبدًا عن دور الرجل بل قد تزيد فى بعض الأحيان.
وعلاقة الزوج بزوجته يجب أن تقوم على عدة أمور:
1. الإنفاق على المنزل وكفاياته، والإنفاق على زوجته وتأمين مستلزمات الحياة: فعن النبي -ﷺ- أنه قال: “أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ“. فالرجل مسؤول عن كفاية أهل بيته، ونقول هنا إن كل رجل ينفق على قدر استطاعته، فلا هو مطالب بما هو يزيد عن مقدرته، ولا يبخل على أهل بيته أيضًا، فخير الأمور أوسطها.
2. المعاملة الحسنة: جعل الله عز وجل العلاقة الزوجية قائمة على المودة والسَّكينة والعطف والرحمة بين كلا الزوجين ليسكن كل منهما للآخر، ولتتوطد أواصر المحبة والرحمة والعطف بينهما، وليتعاون الزوجان في الحياة الزوجية فيما يُرضي الله تعالى، لذا يجب أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على المعاملة الحسنة، فلا تشاغب بينهما، ولكننا يجب أن نعلم أنه لا يوجد بيت لا يخلو من المشاكل والشد والجذب بين الزوجين، ولكن لا يجب أن يطول هذا الأمر ليصل إلى حد التعدي على الآخر، سواء كان لفظيًا أو جسديًا.
3. احترام المشاعر: من مظاهر احترام الزوج لزوجته هو احترام مشاعر الزوجة، واحتوائها أوقات غضبها وأوقات تعبها، يجب على الزوج تقدير مشاعر الزوجة وعدم الاستهزاء منها أو تحقيرها.
4. احترام خصوصية الآخر: من شروط الزواج الناجح أن يترك كل من الزوجين مساحة للآخر، ومن الضروري أن يحترم كل من الزوجين خصوصيات الآخر في الكثير من الأمور فقد يؤذيهما هذا الأمر نفسيًا، وذلك حينما يتّبع فضوله بالبحث وراء شريكه الآخر، وربما يؤثر ذلك بالسلب على علاقتهما، كالبحث الدائم من الزوجة في ملابس زوجها وهاتفه الشخصي، ونفس الأمر أحيانًا، يتبعه بعض الأزواج مع زوجاتهم، مما يتسبب في العديد من المشكلات لأنهما لا يتبعان قول الحق تبارك وتعالى: {وَلَا تَجَسَّسُوا..}.
5. العفو والتسامح عند الأخطاء: كلنا نخطئ ونقع فى المشكلات، الحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات والأخطاء التي قد يقع فيها أحد الزوجين، ولكن هل سنقف عند الخطأ ولا ندعه يمر ونعظم فى الأمور أم نعفو عن الخطأ ونسامح فيه ونجعل الرحمة هي ما تحكم علاقتنا؟! والعفو بين الزوجين يزيد من المحبة والاحترام بينهما، كما أنه يقوي العلاقة بينهما فلا يجعلها هشة ضعيفة.
6. تقدير دور الزوجة وعملها في المنزل وعدم التسفيه منها: الكثير من الأزواج يرون أن عمل المرأة بالمنزل ليس ذي أهمية كبرى، فيقللون من عمل زوجاتهم ويرددون عبارات تقلل من عملها، ولا يرون عمل المرأة في تنظيف المنزل من طهي الطعام ومراعاة الأولاد، وخاصةً إذا كانوا صغاراً، لأن في هذا الوضع هنا يكون الجهد المطلوب منها مضاعفًا، وبالتالي على الزوج أن يراعي زوجته ويقدر عملها وجهودها بالمنزل، ولو ببعض الكلام الطيب، الذى يهون عليها أمورها.
7. حفظ أسرار المنزل: وذلك بعدم السماح لأي أحد من الأهل أو الأقارب أو الغرباء التدخل فى شؤون المنزل أو المشكلات بين الزوجين، وذلك من أهم عوامل النجاح فى الزواج
8. المشاركة في أعمال المنزل: ليس عيبًا أبدًا أن يشارك الرجل زوجته في أعمال المنزل إن كان لديه الوقت، أو إذا كانت الأعمال شاقة عليها، فهو بذلك يعينها ويشجعها ويزيد من مقدار حبها له.
9. الترفيه: ترفيه الرجل عن زوجته والخروج معها للنزهات ومع أولاده، هو عمل مستحب ويزيد من الربط ويقوي العلاقة بين أفراد الأسرة.
10. الدفاع عن زوجته: دفاع الزوج عن زوجته وعدم السماح لأحد أن يؤذيها فعلًا كان أو قولًا هو من شيم الرجال الصالحين.
11. إكرام الأهل: إكرام أهل الزوج من الزوجة والعكس يرفع من قدره عند الآخر.
12. حسن الاستماع وحسن الخطاب: وهنا يأتي أخيرًا، الدور لنسأل أنفسنا ما هي الصفات التى يجب أن نحرص عليها ونغرسها في أطفالنا حتى نجعلهم عند الكبر أزواجًا صالحين؟
والخلاصة، يجب على الآباء والأمهات أن يغرسوا في أبنائهم الصفات الصحيحة، حتى يصبح الولد عندما يكبر زوجًا وأبًا صالحًا، والفتاة كذلك تصبح أمًا وزوجةً صالحةً، فالآباء والأمهات هم قدوة الأبناء، لذا يجب أن يكون الوالدان حريصين على أفعالهم أمام الأطفال، وأن يفعلا الأمور التي يريدا أن يروها في أطفالهما، ومن تلك الصفات: