هناك تطلع دائم للآباء إلى ما ستكون عليه شخصية أطفالهم ولا يعلمون أن شخصية أطفالهم مازالت في مرحلة البناء ولا نستطيع تحديد إذا ما كان شخصية طفلك هادئة أم سعيدة، وخلال الفترة الحالية نسمع الكثير من تعليقات الآباء والكثير من الرعب حول شخصية أبناءهم، وقد تحدَّث الكثير عن اهمية القيم وتعليمها للأبناء، وأصبح لدي الآباء اهتمام بهذا الموضوع نسبة إلى كثرة العنف الأسرى بالوقت الحالى، لكن لم يتم توضيح كيف نعلم أولادنا هذه القيم أو كيف نعمل على بناء شخصية سليمة للطفل.
فمثلا تجد طفل يميل إلى الروتين ولا يحب التغيير وطفل آخر يفضل المرونة والتغيير الدائم، وهذه الأشياء هي ليست شخصية طفلك ولكن تسمي بالمزاج ولكل طفل مزاج معين لكن هو ليس من شخصيتهم.
الشخصية هي جميع الاستجابات التي تصدر عن الفرد من استجابات عاطفية ومواقف وسلوكيات الفرد، ولا تظهر الشخصية الحقيقة للطفل إلا مع اقتراب سن المراهقة، وفي هذه المرحلة ينتج عنها ما بنيته في شخصية طفلك من الطفولة حتى المراهقة.
لا تظهر هذه السمات بصورة واضحة حتى سن المراهقة، وتستطيع تحديد هذه السمات من خلال الاستجابات السلوكية لطفلك تجاه الأشخاص الأخرى بدءاً من سن ال 11 و12 عاماً وهي:
وهذه السمة لدي الأشخاص تميل إلى الالتزام بالوقت المحدد أو مبكرة للمواعيد، وأيضاً لديها مسؤولية، والعمل نحو الأهداف الطويلة.
وهي شخصية مؤيدة للمجتمع ويتفاعل بإيجابية نحو المجتمع، ويحبه جميع من حوله وذلك لأنه متعاون ويساعد الجميع، ويميل إلى إظهار المودة والحب إلى جميع من حوله.
وهي شخصية منفتحة بدرجة كبيرة ومبدعة ومرنة ويوجد لديها فضول والمغامرة، ويستمتع بتحفيز حواسه وعقله مثل تجربة شيء جديد مثل المأكولات الغريبة، ويتطلع دائماً إلى التجديد.
وهو شخص يميل إلى السلوك العاطفي السلبي، مثل الغضب والقلق والشعور بالذنب والاكتئاب وهي أكثر استجابة للتوتر، ودائماً ما يكون لديها يأس من كل مشكلة تواجهها.
وهي الشخصية التي تستطيع التفاعل فقط خلال تواجد أشخاص آخرين، وهو عكس الشخصية الانطوائية والذي يستطيع التفاعل من خلال كونه وحيداً.
نعلم أن جميع الآباء يحبوا أبناءهم، ولكن هل جميع الآباء يستطيعون تطبيق الحب بطريقة صحيحة والبعض يحب أبناءه عن طريق إفسادهم، وذلك من خلال تركهم يفعلوا ما يريدون أو من خلال الضبط الزائد، ولكن يجب أن تستغل الحب لابنك بطريقة صحيحة من خلال رفع ثقتهم بأنفسهم وتربيتهم تربية عميقة وصادقة وأن يشعر ابنك بحبك لكي يتقبل كل ما تعلمه له.
حيث أن الآباء الذين يظهرون صفات حسن الخلق ينقلون قيمهم بقوة إلى أطفالهم، من خلال إظهار الأفعال الجيدة أمام طفلك فمثلاً إذا كنت شخص صالح ودود رحيم وتهتم بالآخرين وعادلاً في جميع تصرفاتك سيري أطفالك ذلك، مما يجعل أطفالك يشعرون بالبهجة والسلام داخل الأسرة ويكونوا أكثر استقامة.
أحد الآباء كان يتحدث لدي شخص هام على الهاتف وتحدثت طفلته أثناء مكالمة ولكن لم ينهرها ولكن ما فعله كان صادم قال للشخص الذي يتحدث معه من أفضل ما حدث الآن أنك استمعت إلي صوت طفلتي الجميلة، فليس من الضروري دائماً أن تنهر أطفالك على كل ما يفعلوه، ولابد أن يشعر أطفالك أنهم أهم شيء في حياتك يجب أن يشعر أنك متعاطف معه وتشعر به وبكل آلامه، وذلك لأنك تبني شخصية طفل سوية قائمة على الحب ويكبر طفلك على ما تربي عليه فيكون أكثر رحمة وتعاطف في هذا العالم المليء بالقلوب التي فقدت معاني التعاطف والرحمة.
عند انتهاك الأخلاق داخل العائلة يجب تنفيذ العقاب بكرامة وإنصاف، وذلك بجانب استخدام سلوك طفلك الخاطئ وتصحيحه في تعليم طفلك قيم جديدة لبناء شخصيته مع استخدام أسلوب مناسب في تعليمه هذه القيم.
يشعر طفلك بالملل عندما يتعلم القيم بطريقة المحاضرات ولا تفعل هذا وافعل هذا وفوائد هذه القيمة، ولكن عندما تروي قصص من حياتك ومن العالم حولك، فتجد نفسك تنقل دروساً في القيم والأخلاق وتعزز تلك القيم لديهم دون شعورهم بذلك.
لا تجعل طفلك يلام طوال الوقت عن فعل خاطئ ولكن اجعله يعوض الخطأ الذي قام بفعله، فمثلا في حالة الكذب يتكلم ويحكي لمن كذب عليه ويحاسب أو الاعتذار لشخص قام بظلمه فيتعلم طفلك تعزيز القيمة لديه من خلال العواقب والانضباط.
عندما تكون مستمع جيد لطفلك وتستجيب لقصص طفلك يمكنك مساعدته على التفكير بشكل صحيح والتصرف الملائم للموقف الذي يحكي عنه.
يجب أن يمارس الأطفال ما تعلموه لكي يستطيعون تطبيق ما تعلموه أثناء مواجهة الحياة وذلك لمعرفة المعنى الحقيقي للشخصية فمثلا عندما تجعل طفلك يتخذ قرار خاص به مثلا الاختيار بين صديقين ساعده في اتخاذ القرار وستلاحظ النتائج الإيجابية في حياته اليومية.
يمكنك البحث دائماً عن أحدث الأنشطة والتي تعمل على تنمية شخصية طفلك.
أكثر الآباء يعتقدون أن الأبناء لا يحتاجون غير المأكل والملبس والمال فقط ولكن وجودك مع اطفالك وتفاعلك معهم يومياً أهم من امكانياتك المادية لذا دائما كن على تواصل مع أطفالك وأشعر بطفلك دون أن يتحدث وانصت له.
طفلك هو عالمك الحقيقي لا يوجد ما هو أهم من طفلك ابحث دائماً عن كيفية تربية طفلك تربية سوية فما نراه من نماذج سيئة هو ناتج عن تربية غير سوية وإهمال من الآباء في تربية أبنائهم ونتمنى أن نقدم كل ما هو يساعد الآباء في تربية أبنائهم.