المراحل الخمس لتعديل السلوك

المراحل الخمس لتعديل السلوك

المراحل الخمس لتعديل السلوك 

قبل أن نبدأ مقالتنا، فلنسألكم بعض الأسئلة تنشط أذهنتكم قليلًا عن موضوعنا برأيكم، ما هو تعديل السلوك وكيف يمكن أن يساعدكم على التغيير؟

حسنًا، يشير تعديل السلوك إلى جميع التقنيات المستخدمة لزيادة أو تقليل حدوث نوع معين من السلوك أو رد الفعل.

فهل تتذكر عندما عاقبك والداك عندما كنت طفلًا؟ لماذا تعتقد أنهم فعلوا ذلك؟ لقد رفضوا فعلًا ملموسًا ومن خلال العقاب، كانوا يأملون ألا تفعله مرة أخرى في المستقبل وهذا مثال ممتاز لتعديل السلوك.

ويُستخدم  أيضًا في مجالات أخرى فيستخدمه مدربي الحيوانات لتطوير سبل الطاعة وتعليم "الحيل" لحيواناتهم الأليفة، وكذلك يستخدمها المعالجون لتعزيز السلوكيات الصحية لدى مرضاهم.

حتى أننا نستخدمه في تعديل السلوك في علاقاتنا مع الأصدقاء والشركاء، وإن كان ذلك دون وعي وكيف هذا؟! ببساطة، إن الردود التي نقدمها لسلوكياتهم تعلمهم ما نحبه وما لا نحبه.

ولقد تناولنا في المقالة السابقة " دليل الجيب الكامل للسلوك الإنساني" تعريف السلوك وعناصره وأنواعه وخصائصه، وكيف يمكن أن يؤثر سلوكنا نفسه على الآخرين وتجاه موقف معين بردود أفعال إيجابية وسلبية، فإذا كنت تريد معرفة ماهية تعديل السلوك وكيف يمكن أن تتحكم فيه، فتابع قراءة مقالتنا للنهاية. 

تعريف تعديل السلوك

هو أحد مجالات علم النفس التي تهتم بتحليل السلوك الإنساني وتعديله. 

تحليل: 

وتعني تحليل العلاقات الوظيفية بين البيئة والسلوك المحدد، وذلك لفهم لماذا حدث السلوك أو لتحديد لماذا سلك الشخص على النحو الذي سلك عليه.

تعديل: 

ويعني تطوير وتطبيق إجراءات تساعد الفرد على تغيير السلوك، وهذا يشتمل على تعديل أحداث البيئة بهدف التأثير في السلوك.

تعريف آخر لتعديل السلوك

هو طريقة تستخدم لاستبدال أنماط السلوك السلبية بالسلوكيات المرغوبة "أستخدم تعديل السلوك لمساعدة أبنائي على استبدال السلوكيات غير المرغوب فيها بسلوكيات مرغوبة أكثر من خلال استخدام عمليات مختلفة مثل المديح والموافقة والاقتصاديات الرمزية". 

تأتي مبادئ الممارسة من عمل بورهوس فريدريك سكينر، هو أخصائي علم النفس وسلوكي وفيلسوف اجتماعي أمريكي ونظريته في التكييف الفعال، بناءً على قانون تأثير إدوارد لي ثورندايك عالم النفس الأمريكي، الذي ينص على أن السلوك الذي له نتيجة جيدة، من المرجح أن يتكرر بشكل متكرر أكثر من الفعل الذي يلقى نتيجة سلبية، وأضاف سكينر فكرة التعزيز بشكل أساسي، إذاعُزِز السلوك (أي أُثنى عليه أو قُوِي بطريقة ما) فسيستمر، أما إذا تم التجاهل للسلوك غير المرغوب فيه، فسوف يتلاشى تدريجيًا حتى يتوقف.

أُجرِيت معظم أبحاث سكينر التي تدرس العلاج السلوكي على الحيوانات فعلى سبيل المثال، وُضع الفئران الجائعة في "صندوق سكينر"، والذي جُهيِز برافعة، وعند الضغط عليه ستطلق الرافعة الطعام وبمرور الوقت، تعلمت الفئران أن الضغط على الرافعة أمر جيد، لذلك استمروا في الضغط عليه، باستخدام صندوق مختلف ومجموعة من الفئران، وأظهر سكينر العكس من خلال التسبب في صدمة كهربائية عندما تضغط الفئران على الرافعة، بدلًا من الاستمرار في الضغط على الرافعة، تعلمت الفئران تجنبها.

وبالطبع، البشر أكثر تعقيدًا من معظم الحيوانات، خاصةً عندما يتعلق الأمر بتعليم العلاج السلوكي، لكن التعديل السلوكي يستخدم المبادئ الأساسية للتكييف الفعال ويسعى إلى تغيير سلوك الشخص من خلال التغييرات في البيئة، وهذا يأخذنا للحديث عن  تاريخ تعديل السلوك وأشكاله وتقنياته، فما هم؟!

تاريخ تعديل السلوك

إن الخلفية التاريخية لتعديل السلوك (1938) توضح أن تعديل السلوك يعتمد على مفهوم التكييف، وهو شكل من أشكال التعلم ما سيكون لاحقًا التعديل السلوكي المستمد من قوانين التكييف الكلاسيكية لبافلوف، وقانون الأثر لثورندايك، ونظريات واتسون حول السلوكية.

وهناك نوعان رئيسيان من التكييف النمط الكلاسيكي، بناءً على منبه أو إشارة معينة تسبب إجراءً وفعلًا، والتشغيل الذي يتضمن استخدام نظام المكافآت أو العقوبات لتغيير السلوك.

وطُوِر تعديل السلوك من هذه النظريات لأنها دعمت فكرة أن السلوكيات، تمامًا كما يمكن أن تُعلم، يمكن أيضًا أن يتم تجاهلها ونتيجة لذلك، تم تطوير العديد من التقنيات لإحداث أو تقليل حدوث السلوكيات.

ومع ذلك، يبدو أن هذه التطبيقات المتفرقة من الناحية العملية قد تقلصت أو توقفت في حوالي عام 1940، بعد ذلك كان هناك تراجع إلى المختبرات وتطوير نظريات تعليمية أكثر اتساقًا، من أجل استنباط تقنيات تدخل أكثر فعالية

تقنيات تعديل السلوك

هناك العديد من الطرق التي يُعمل بها لعلاج تعديل السلوك وفي الأساس، يُكافَأ السلوك المرغوب ويُعاقَب السلوك السلبي ولكن نظرًا لكون البشر دقيقين، فليس من السهل دائمًا ممارسة العلاج السلوكي.

لذا، فلنتطرق إلى أهم طرق ممارسة تعديل السلوك الإنساني:

التعزيز إيجابي

التعزيز الإيجابي هو ممارسة تقديم مكافأة على السلوك الجيد تقوي المكافأة، أو المعزز، الارتباط الإيجابي بالعمل، مما يجعله أكثر جاذبيةً فمثلًا، يمكنك منح طفلك وقتًا إضافيًا للشاشة عند قيامه بواجبه المنزلي بعد المدرسة مباشرة، وتمنح هذه المكافأة المتوقعة الطفل الدافع لإكمال أعماله المدرسية الروتينية، التي قد لا يكون حريصًا على القيام به.

وتقول المعالجة ليز كيلي، أستاذة ومديرة وحدة دراسات إساءة معاملة الطفل والمرأة بجامعة لندن "إن استراتيجية تعديل السلوك المفيدة هي التعزيز الإيجابي، وأُشجع الأشخاص على التفكير في طرق صحية لعلاج أنفسهم عندما يكملون مهمة صعبة أو يصلون إلى هدف وقد يكون ذلك شيئًا، مثل الخروج لتناول فنجان من القهوة بعد معالجة مشروع عمل صعب أو شراء معدات تمرين جديدة لنفسك كمكافأة على النشاط البدني المستمر".

وعلى الرغم من أنه من المهم تغيير هذه التقنية، مع ذلك. يمكن أن تفقد المعززات قيمتها بمرور الوقت فعلى سبيل المثال، إذا كنت ستقدم لطفلك حلوى في كل مرةٍ يُرتب فيها سريره، فإن المكافأة الجميلة ستفقد حداثتها ورونقها، وبمرور الوقت، سيبدأ الطفل في إهمال الأعمال الروتينية فيعمل التعزيز الإيجابي بشكل أفضل، عندما يكون متسقًا وغير متوقع فإذا علم طفلك أنه قد يحصل على مكافأة إذا رتب سريره، فسيظل من المرجح أن يستمر في ترتيب فراشه أكثر مما لو لم يكن هناك توقع لمكافأة.

التعزيز السلبي

وعلى الجانب الآخر، يحدث التعزيز السلبي عندما يُعزَز السلوك من خلال عدم وجود شيء سلبي. في المثال أعلاه مع المنبه، قد تم التعزيز السلوكي، لأن النتائج السلبية لإضاعة الوقت والتأخر عن العمل أُزِيلَت. وفي الفصل الدراسي، قد ترى المعلمين يعززون السلوك الإيجابي من خلال استبعاد واجب منزلي عندما يؤدي الطلاب أداءً جيدًا في الاختبار.

العقوبة الإيجابية

وهذا أمر محير كيف يمكن أن تكون العقوبة إيجابية؟ ولكن كما هو الحال مع التعزيز، فإن "الإيجابي" و "السلبي" يعنيان "الإضافة" و "الإزالة". لذا فإن أسلوب العقاب الإيجابي يتضمن إضافة شيء عقابي إلى الموقف نتيجة للسلوك السلبي. فمثلًا، قد يضيف بعض الأشخاص ميلًا إضافيًا إلى مسارهم إذا تناولوا نصف لتر من الآيس كريم في الليلة السابقة، أو قد يُطلب من الطالب البقاء بعد المدرسة إذا ضُبِط وهو يرسل الرسائل النصية أثناء الفصل.

العقوبة السلبية

إن العقوبة السلبية هي فعل إزالة شيء نتيجة لذلك. على سبيل المثال، قد يأخذ أحد الوالدين لعبة طفله المفضلة، إذا لم يشاركها مع صديق أو يمنع عنه الحلوى إذا لم يأكل الطفل كل خضرواته على العشاء.

ومن هنا، يكون أشكال تعديل السلوك، كالتالي:

يأخذ تعديل السلوك عدة أشكال مختلفة:

  • زيادة السلوك المرغوب فيه (التعزيز).
  • خفض السلوك الغير مرغوب فيه (العقاب وبدائله).
  • تشكيل سلوكيات جديدة (تلقين، تسلسل، تشكيل، نمذجة).

خصائص تعديل السلوك

على الرغم من أن تعديل السلوك هو شيء يمكننا القيام به بشكل غير رسمي تقريبًا وأحيانًا غير واعي، سنركز في هذه المقالة على تعديل السلوك في العلاج النفسي.

نظرًا، لأنه ليس من السهل تحديد مفهوم تعديل السلوك، فسنرى قائمة بخصائصه الأساسية بما في ذلك قواعده النظرية.

يقوم على المبادئ النظرية لعلم نفس التعلم وفي النماذج المشتقة من علم النفس العلمي لشرح السلوك والتنبؤ به وعلاجه.

السلوك، الطبيعي أو غير الطبيعي،  يُكتسَب ويُحافَظ عليه ويُعدل من خلال مبادئ التعلم. وبهذه الطريقة، يكون السلوك، إلى حد كبير، نتيجة للتعلم. ويكون  هدفها هو تعديل السلوكيات غير الملائمة أو السلبية أو القضاء عليها، واستبدالها بسلوكيات أكثر تكيفًا.

يضع تعديل السلوك التركيز على هنا والآن، على المحددات الحالية للمشكلة الحالية. وهذا لا يعني أن التاريخ الماضي مرفوض. دائمًا ما تكون أسباب السلوك مهمة في تحديد كيفية تغييره. فيكون الهدف من العمل هو السلوك المشكل الحالي.

يستخدم المنهجية التجريبية في تقييم السلوكيات وتصميم العلاج وتقييم النتائج.

تعديل السلوك نشط، بمعنى أن المهام المعينة ضرورية للتغيير، ويؤدي إجراء النقطة السابقة إلى زيادة القدرة على ضبط النفس ليصبح الفرد عاملًا نشطًا  في معالجته، ويتضمن ذلك تعليمك مهارات التأقلم وموارده.

يعد تعديل السلوك فرديًا، فيتكيف العلاج مع الموضوع وظروفه، وإيجاد الأفضل لكل شخص.

يعد تعديل السلوك تدريجيًا، ويزيد تدريجيًا موارد الشخص ومهاراته.

ونتيجة أننا ذكرنا مسبقًا أنه من الصعب تحديد مفهوم تعديل السلوك، فنجد أن البعض يخطئ في ماهية تعديل السلوك وتعريفه الصحيح، فسنعرض لكم قائمةً بالمعتقدات الخاطئة عن مفهوم تعديل السلوك. 

مفاهيم خاطئة حول تعديل السلوك

ربما يكون تعديل السلوك من أكثر المفاهيم التي يساء فهمها في التربية المعاصرة، وفيما بلي عرض لبعض هذه المفاهيم والمعتقدات الخاطئة:

  • تعديل السلوك يتجاهل السلوك غير المرغوب فيه، ويعزز فقط السلوك المرغوب فيه والحقيقة أن تعديل السلوك يتجاهل السلوك عندما يكون الانتباه معززًا للسلوك غير المرغوب فيه.
  • يستعمل تعديل السلوك المثير التنفيري، والحقيقة أن العلاج التنفيري هو أحد أشکال العلاج السلوكي التي تستعمل في أوضاع وظروف وحالات محددة، ولكن تعديل السلوك (كما هو مستخدم في المدارس) لا يستخدم المثيرات التنفيرية أو المثيرات المؤلمة.
  • تعديل السلوك هو تعزيز رمزي فقط وفي الحقيقة، فإن تعديل السلوك يستخدم إجراءات أوسع وأشمل من التعزيز الرمزي فقط.
  • يستخدم تعديل السلوك معززات أولية، وفي الحقيقة فإن المعززات الأولية، مثل الطعام قد تستخدم مع الإعاقات البسيطة والمتوسطة، ولكن هذا يتم تغييره لاحقًا بالمعززات الرمزية والاجتماعية.
  • تعديل السلوك للحيوان، والحقيقة أن تعديل السلوك طُبِق مع مدى واسع من السلوكيات الإنسانية، وأثبت فاعلية في تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها. 
  • تعديل السلوك فلسفة أو طريقة حياة، والحقيقة أن تعديل السلوك واحد من أدوات عديدة تساعد الأطفال على التعلم. 
  • تعديل السلوك خطير لأنه سهل التأثير في الأفراد، والحقيقة أنه أحد الأشكال التي تؤثر في السلوك، فالمجتمع مثلًا يحاول أن يؤثر في سلوك الأفراد من خلال الطلب منهم الذهاب إلى المدرسة.
  • تعديل السلوك لا يعمل بسبب الأعراض البديلة، فهو لا يصل إلى السبب الحقيقي لسلوك الطفل غير المناسب. والحقيقة أن الأعراض البديلة استثناء وليست قاعدة، وهكذا، فغالبًا ما يؤدي تعديل السلوك غير المرغوب فيه إلى زيادة احتمالية حدوث سلوكيات مرغوب فيها.
  •  تعديل السلوك ليس أكثر من رشوة، والرشوة هي أي شيء يعطى للفرد للقيام بعمل خاطئ أو غير قانوني. والحقيقة أن تعديل السلوك يعزز الجهود التي يبذلها الأفراد لتجاوز الصعوبات التي يعانون منها، فهو من المناسب أن يعزز الطفل الذي يتبع التعليمات لتعليم الدرس بسبب الصعوبات التي يعاني منها. 
  • تعديل السلوك ليس إنسانيًا، لأنه يمنع حرية الفرد في الاختيار، والحقيقة أنه لا يوجد شخص خالٍ كليًا من السيطرة أو الضبط، كما أن للحرية دورًا أيضًا في الممارسة، فبعض الأفراد يتمتعون بدرجات حرية أكثر من غيرهم، ولذلك؛ فإن تعديل السلوك يزيد من الحرية ولا يخفضها.

ومما سبق، يمكننا إجمال الاتجاهات الرئيسية في تعديل السلوك، كما يلي:

الاتجاهات الرئيسية في تعديل السلوك  

  • الاتجاه السلوكي

يقوم على فكرة أن سلوك الإنسان ليس عرضًا، وإنما هو مشكلة بحد ذاته وأنه يجب التعامل معه وفهمه وتحليله وقياسه ودراسته ووضع أفضل الاجراءات؛ للتعامل معه حسب أوقات وأماكن حدوثه، وأنه يمكن التحكم فيه عن طريق التحكم في المثيرات التي تحدثه وفي النتائج المترتبة عليه، ويعتمد هذا الاتجاه على قوانيين تعديل السلوك، مثل: التعزيز، النمذجة.. 

  • الاتجاه المعرفي 

يرى أن سلوك الفرد ليس ناتجًا عن تفاعل بين المثيرات البيئية والفرد فقط، وأن استجابات الفرد ليس مجرد ردود أفعال على مثيرات بيئية، وإنما هناك عوامل معرفية لدى الفرد تكون مسئولة عن سلوكياته، مثل: ثقافته ومفهومه عن ذاته وخبراته وطرق تربيته وطرق تفكيره عقلانية أو لا عقلانية 

  • اتجاه التعلم الاجتماعي 

يرى أن السلوك البشري يتعلمه الطالب بالتقليد أو المحاكاة أو النمذجة, وأن معظم السلوكيات الصحيحة والخاطئة هي سلوكيات متعلمة من بيئة الفرد،  وصاحب هذا الاتجاه ألبرت بندورا صاحب مدرسة التعلم الاجتماعي.

وإذا أردت تعديل سلوكك، ماذا عليك أن تفعل؟!

نصائح لعلاج تعديل السلوك الناجح

لكي ينجح العلاج بتعديل السلوك حقًا، من المهم أن تضع عدة أشياء في الاعتبار:

كن متسقًا. من المهم الحفاظ على ممارسات معينة، خاصةً مع الأطفال، في جميع المجالات. وهذا يعني أن كل فرد في الأسرة (الآباء والأشقاء والأجداد وغيرهم من مقدمي الرعاية) أو المربيات أو مقدمي رعاية الأطفال، وكذلك المعلمين أن يكونوا على دراية بأي توقعات وضعتها لطفلك وأن يوافقوا على اتباع النظام نفسه. وهذا ينطبق على كل من التعزيزات والعقوبات.

حافظ على هذه العادة. لسوء الحظ، لا تتوقف عملية تعديل السلوك بمجرد إنشاء عادة جيدة مع السلوك المرغوب أو كسر نمط سلبي. ولكن بالعمل المستمر للتأكد من عدم تكرار السلوكيات. وبمجرد تحديد نمط السلوك المطلوب، فكر في تغيير الجدول. وأثناء إنشاء هذا النمط، قد تمنح طفلك مكافأةً أو مدحًا في كل مرة يكمل فيها السلوك المستهدف. ومع ذلك، يتلاشى هذا الحافز بمرور الوقت، لذا يجب عليك تعديل تكراره للحفاظ على القيمة، أو تغيير المكافأة لإبقاء الأمور ممتعة.

تخصيص الطريقة. كما هو الحال مع معظم الأشياء في الحياة، لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع لتعديل السلوك. أنت تعرف طفلك ونفسك أفضل من أي شخص آخر. فإذا وجدت أن طريقة معينة لا تعمل، فجرّب شيئًا آخر!

تحلى بالصبر والواقعية. يمكن أن يستغرق تعديل السلوك وقتًا وجرعة جيدة من الصبر، سواء مع نفسك أو مع من حولك. إن التراجع عن العادات الضارة أمر شائع، وهي ليست نهاية العالم. فاستمر في ذلك وستعود إلى المسار الصحيح.

وبالتالي، يمكن إجمال خطوات تعديل السلوك بالشكل الآتي:

خطوات تعديل السلوك 

حسنًا، ربما يتردد الكثير منا بالفعل عن قرارات العام الجديد، إن لم يتم نسيانها تمامًا، وذلك عند اقتراب نهاية العام. فلماذا من الصعب إجراء تغييرات؟ درس جيمس أو بروتشاسكا، من جامعة رود آيلاند الأمريكية، هذا السؤال لأكثر من ثلاثين عامًا، وطبق نظريته على العديد من السلوكيات الصحية، بما في ذلك السلوكيات المهمة في إدارة مرض السكري.

وجد بروتشاسكا أن الأشخاص الذين نجحوا في إحداث تغيير إيجابي في حياتهم يمرون بخمس مراحل محددة: التأمل المسبق، والتأمل، والاستعداد، والعمل، والمثابرة، وهو ما يُسمى بنموذج نظرية التغيير. 

ويمكننا تناولها، بالتفصيل، بالشكل التالي:

مرحلة التأمل المسبق هي المرحلة التي لا توجد فيها نية لتغيير السلوك في المستقبل المنظور. ويكون كثير من الأفراد في هذه المرحلة غير مدركين أو غير مدركين لمشاكلهم. ويُطلق بعض الأشخاص على هذه المرحلة اسم "الإنكار".

مرحلة التأمل هو المرحلة التي يدرك فيها الناس وجود مشكلة ويفكرون بجدية في التغلب عليها، ولكنهم لم يلتزموا بعد باتخاذ إجراء. ويمكن وصف العديد من الأشخاص في هذه المرحلة بأنهم متناقضون. إنهم يريدون تحسين نسبة السكر في الدم، لكنهم ليسوا مستعدين بعد لتقليص تناول الحلويات.

 مرحلة الاستعداد وهي الأهم ويمكن اعتبار مرحلة الاستعداد مرحلة جمع المعلومات والتخطيط. إن خمسين في المائة من الأشخاص الذين يحاولون تغيير السلوك وتخطي هذه المرحلة سوف ينتكسون في غضون 21 يومًا، وفقًا لـ بروتشاسكا في كتابه، التغيير للأبد.

مرحلة العمل هي المرحلة التي يقوم فيها الأفراد بتعديل سلوكهم أو تجاربهم أو بيئتهم؛ من أجل التغلب على مشاكلهم. يشمل الإجراء أكثر التغييرات السلوكية العلنية ويتطلب التزامًا كبيرًا بالوقت والطاقة. وخلال مرحلة العمل، يقوم المرء بتنفيذ الخطط الموضوعة والمعلومات التي جُمِعت في مرحلة الإعداد.

مرحلة المثابرة هي المرحلة التي يعمل فيها الناس لمنع الانتكاس وتعزيز المكاسب التي حُقِقت أثناء العمل. فبالنسبة للسلوكيات التي تسبب الإدمان، تمتد هذه المرحلة من ستة أشهر إلى فترة غير محددة بعد الإجراء الأول.
هل تعتقد أنك واحد ممن يحتاجون إلى تعديل السلوك؟!

لذا، من يمكنه الاستفادة من علاج تعديل السلوك؟ 

تم العثور على تقنيات تعديل السلوك؛ لتكون فعالة بشكل خاص في علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، واضطراب القلق العام (GAD)، والرهاب، والتوحد.

تشمل الاستخدامات الشائعة الأخرى لتعديل السلوك الإقلاع عن التدخين، وبدء روتين صحي جديد، مثل: النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة، أو تحقيق أهداف أخرى، مثل، الانتهاء من مشروع إبداعي.

لذا، إذا وجدت سلوكيات إشكالية معينة تتكرر في حياتك وتواجه صعوبة في تغييرها (الهاتف الخلوي يجعلك تتأخر عن العمل، أي شخص؟)، فإن التحدث مع معالج مرخص يمكن أن يساعدك في التوصل إلى خطة لمعالجة المشكلة من خلال اتخاذ إجراء. خطوات تؤدي إلى نتائج أفضل. وكذلك العلاج عبر الإنترنت  وقراءة الكتب والمقالات هو وسيلة مريحة وغير مكلفة حتى تبدأ من اليوم تعديل سلوكك.

وفي الختام، إذا كنت تريد أن تقرأ أكثر عن كيفية تعديل سلوكك، تابعنا في مقالات أخرى عن تعديل السلوك. 

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار