نصائح للتعامل مع الغضب
هل تستشيط غيظًا عندما يرفض أطفالك التعاون معك؟ أو تشعرين بارتفاع ضغط الدم إذا لم يستجب أحد أبنائكِ لتعليماتك؟ التعامل مع الغضب من أهم المهارات التي يجب على الوالدين تعلمها، إذ أن الغضب مدمر إذا تمكن من الشخص، يقوده إلى مشاكل عديدة سواء على المستوى الأسري أو المهني مما يؤثر بدوره على حياة الشخص كلها، ومن ثمّ على المجتمع المحيط به.
وفي هذا المقال، سنساعدك بخطوات عملية للسيطرة على الغضب، وكيف يتصرف الأب أو الأم في حال عصيان أبنائهم أو عنادهم المستمر؟..
ما هو الغضب؟
في علم النفس، يُعرف الغضب بأنه أحد أشكال رد الفعل للتعامل مع التهديدات، تتراوح درجاته ما بين الانزعاج الخفيف والسخط العارم، ويصاحب هذا الشعور تسارع في نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم.
نصائح هامة للتعامل أثناء الغضب:
-
تمهّل قليلًا قبل الرد!
أكثر الكلمات التي نقولها ثم نندم عليها لاحقًا هي الكلمات التي تُقال أثناء الغضب، ولذلك عندما جاء صحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله النصيحة، فقال له النبي "لا تغضب" .. عواقب الغضب لا يُحمد عقباها، بكلمة واحدة من الأم لطفلها يمكن أن تحفر عنده مشاعر سلبية تدوم معه لفترات طويلة. والأسوأ من ذلك أن يتشاجر الأب والأم أمام الأبناء، ويقولون كلامًا لا ينبغي أن يسمعه الأطفال، فيسارعون بنقله أو يصنع ندوبًا في نفوسهم لا يستطيع الزمن محوها بسهولة.
-
عندما تهدأ، تحدث بهدوء
ليس معنى أنك "لا تغضب" هو أنك تتحول إلى إنسان بارد لا مشاعر له! بل يجب عليك التنفيس عن كربتك أو المشكلة التي تمر بها، بشكل واضح تمامًا وبكل هدوء وحزم. لكن ينبغي عليك أولًا أن تحدد الأطراف المعنيين فقط بالحديث ولا تقول كلمة في غير محلها أو لمن لا يفهم معناها، فتزيد الطين بلة وتفسد من حيث أردت الإصلاح! كذلك ينبغي عليك التزام الأدب فلا تكون مندفعًا أو تؤذي مشاعر الآخرين بكلمات لا نفع منها.
-
تخلّص من التوتر أولًا بأول
التوتر هو بريد الغضب، فهو المقدمة للغضب، والعلامة التي إذا ظهرت، أوشك الغضب على الحدوث! لذلك تخلص من التوتر بمجرد ظهوره، من خلال التنفس العميق وممارسة التمرينات الرياضية مثل المشي السريع أو الجري أو بذل أي مجهود بدني، فالنشاط البدني يساعد بشكل كبير على التخلص من التوتر ويساعد على صفاء الذهن والتركيز، مما يجعلك في حال أفضل تستطيع معه التفكير في حلول عملية بدل الثوران والغضب.
-
احصل على فترات الاستراحة
من أكثر أسباب الانفعالات والتوتر، هو إنهاك النفس في المشاغل والتفكير بدون توقف! لذلك إن أحسنت التعامل مع نفسك ورحمتها، وسمعت لوصية النبي صلى الله عليه وسلم "ولبدنك عليك حق" تكون أدركت حقيقة النفس البشرية، وأنها تتعب وتُنهك، ومن حقك على نفسك أخذ فترات الراحة بين حين وآخر. ومما يساعدك على ذلك هو تعلم مهارة التفويض أو ترتيب الأولويات، فتنجز أهم أولوياتك أولًا حتى إذا ما فرغت منها شعرت بارتياح كبير، فلا يجد التوتر أو نوبات الغضب إليك سبيلًا.
-
لطّف الأجواء وخذ الأمور ببساطة
تلطيف الأجواء بالمزاح وأخذ الأمور ببساطة وإيجابية يساعد على تخفيف التوتر ويسد باب الغضب، ولا يعني ذلك التقليل من أهمية الأمر، بل فعل ما يتوجب عليك فعله بطريقة توحي بأنه لا توجد مشكلة من الأساس -رغم إدراكك بالمشكلة وسعيك في حلها بخطوات جدية- ومما يساعد أيضًا استخدام كلمات إيجابية مثل "هوّن عليك" أو "إن مع العسر يسرا" وغيرها من العبارات التي تساعدك على الاتزان والتفكير بمنطق سليم لا يخضع للعاطفة أو الانسياق وراء دافع الغضب والتذمر.