الكثير من الأخوة والأخوات الذين يحاولون بر والديهم يفتقدون لفقه بر الوالدين في أمور صغيرة ولطيفة ولكنها بالرغم من بساطتها إلا أنهم لا ينتبهون لها لإعتيادهم على خلافها
وكذلك السعي لغلبة حجته على حجتهما بالجدال كما يفعل مع سائر الناس.
أن يحاول الولد فهم حاجات والديه ليبادر بها قبل طلبهما، فذلك أبلغ وأكثر وقْعا وحماية لهما من ذل المنة، كالمبادرة بالإهداء والهبة لهما ليتصدقا ويهديا مثلاً.
حين يختارك الله ويصطفيك لتبرّ بأحد والديك أو كليهما، فلا يفسدن الشيطان عليك هذا الاصطفاء فيقول لك : (وباقي إخوتك .. ما دورهم ؟ أين هم ؟).
تعشَّ العشاء مع أمك، تؤانسها و تجالسها وتقرُّ بك عينُها، أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً.
إذا جرحك أبواك بقول او فعل فأكظم غيظك وإن انفطر قلبك، فإنهما سريعا الفيء والندم، واعلم أن حزنك يفطر قلبيهما مرتين.
إظهار حسن علاقتك بأخواتك وإخوتك، السكوت عن ماقد يؤلمك منهم، التماس المعاذير لهم وإبداء محاسنهم، إخفاء مساوئهم أمام والديك فإنه يسرهما.
من المؤلم أن يكون للوالد عدد من الأبناء الكبار العقلاء، ثم لاتكاد تراهم معه في حاجته.
بل يكون بصحبة صديق أو مع عامل يرافقه في المستشفى أو الى المسجد أو في المناسبات، ففي صحبتك له عز له وسرور وفخر وجزيل أجر لك تجد بوادره في ذريتك قبل آخرتك.
أن لا تفصلك هذه الأجهزة عن التواصل الحسي واللفظي مع الوالدين.
إثم وعيب عليك أن تكون بحضرتهما ومشغولا عنهما لان في هذا استهانة بقدرهما وإيلام لهما.
حدثهما بما يريدان لا بما تريد، أشعرهما بأنك تحبهما وتسعد بخدمتهما، فالعامل النفسي من أوسع مجالات البر إذا أحسنت استخدامه.
أن لا تشعرهما أنّ إخوتك لا يهتمون بهما، أنك البار الوحيد، أكّد لهما أنهما قرة أعين لأبنائهما وأن تقصير فلان كان لظرف طارئ.
لا تحتد مع إخوتك في نقاش، لا يرتفع صوتكم في حضرتهما، ففيه إزعاج لهما وعدم احترام لمقامهما.
أن يَعْلَم الواحد منا أن والديه عند الكبر تضيق نفساهما، تكثر مطالبهما، يقل صبرهما، { فلا تقل لهما أف }.
الإلحاح على الله بالدعاء أن يعينك ويوفقك لبر والديك، رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
كتبته الأستاذة مايسة كمال
استشارى اسرى