التربية المشروطة هي نظرية تربوية تركز على تقديم تحفيز أو مكافأة للأفراد بهدف تشجيعهم على تبني سلوك محدد أو اتخاذ قرار معين. تعتمد هذه النظرية على مفهوم العلاقة بين المحفز والاستجابة، حيث يتم تقديم المحفز كمكافأة أو تعويض للسلوك المطلوب، ويتوقع أن يزداد احتمال التكرار المستقبلي للسلوك عندما يتم تقديم المحفز.
ترتكز فكرة التربية المشروطة على العمل الأساسي لعالم النفس الأمريكي إيه. ريموند. على تحديد مفهومين رئيسيين: المحفز (الموضوع الذي يتم تقديمه) والاستجابة (السلوك المرغوب). وبمجرد توفر العلاقة بين المحفز والاستجابة، يمكن بناء الارتباط الشرطي بينهما، حيث يتم تعزيز السلوك المطلوب من خلال تقديم المحفز.
تُعَدُّ التربية المشروطة أسلوبًا فعَّالًا في تشكيل السلوك، حيث يمكن استخدامها في العديد من المجالات مثل التعليم، والتدريب، والعلاج النفسي. فعلى سبيل المثال، يُمكن استخدامها في الفصول الدراسية لتعزيز السلوك الإيجابي للطلاب، حيث يتم تقديم المكافآت أو الثناء عند تحقيقهم أهدافًا معينة أو تنفيذ سلوك مرغوب مثل المشاركة الفعالة أو التركيز في الدروس.
ومع ذلك، يجب أن ننوه أن التربية المشروطة لها أيضًا بعض النقاط الضعف. فعلى سبيل المثال، قد يتداخل التعلم المشروط مع الحرية الشخصية والتفكير النقدي، حيث قد يكون الفرد معتمدًا بشكل كبير على المكافآت الخارجية لاتخاذ القرارات أو اتباع السلوك المطلوب. قد يؤدي ذلك إلى تقليل المبادرة الشخصية والقدرة على التحكم الذاتي.
على الرغم من أن التربية المشروطة قد تكون فعالة في تشكيل سلوك الأطفال ، إلا أنها قد تحمل بعض الآثار السلبية على الصعيد النفسي والسلوكي للطفل.
وفيما يلي بعض الآثار السلبية المحتملة للتربية المشروطة:
1. اعتماد الطفل على المكافآت الخارجية:
قد يتعود الطفل على الاعتماد الشديد على المكافآت الخارجية والتحفيز المادي لاتخاذ القرارات أو تبني السلوك المطلوب. قد يؤدي ذلك إلى فقدان القدرة على التحفيز الذاتي والانخراط في الأنشطة بدون وجود مكافآت.
2. تقليل الدافع الداخلي:
عندما يتم تعزيز السلوك الإيجابي فقط من خلال المكافآت الخارجية، قد ينخفض الدافع الداخلي للطفل لاتخاذ القرارات أو القيام بالأعمال. قد يفتقد الطفل إلى الشغف والتحفيز الذاتي للتعلم والاكتشاف.
3. تأثير عابر للمكافأة:
قد تكون المكافآت الخارجية فعالة في تعزيز السلوك المطلوب في الوقت الحاضر، ولكن قد يكون لها تأثير عابر وغير دائم. عندما يتوقف تقديم المكافآت، قد يتلاشى السلوك المشروط وقد يعود الطفل إلى السلوك السابق.
4. تأثير على الثقة بالنفس:
قد يتأثر تطور ثقة الطفل بالنفس بسبب التربية المشروطة. إذا كان تحقيق المكافأة هو المحفز الرئيسي للسلوك المرغوب، فقد يشعر الطفل بالشك وعدم الثقة في قدراته الشخصية عندما يواجه تحديات دون وجود مكافآت.
5. تأثير على الإبداع والتفكير النقدي:
قد يقتصر التركيز المستمر على المكافآت الخارجية على السلوك المرغوب فقط، مما يقلل من الفرصة لتطوير الإبداع والتفكير النقدي للطفل. قد يعتمد الطفل على تنفيذ الأوامر والسلوك المعين دون القدرة على التفكير الذاتي واستكشاف الخيارات.
تهدف هذه النقاط إلى إبراز الآثار السلبية المحتملة للتربية المشروطة على الأطفال. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن السياق وطريقة التطبيق لها تأثير كبير على تلك الآثمع ذلك، يجب أن نلاحظ أن السياق وطريقة التطبيق لها تأثير كبير على تلك الآثار السلبية. يمكن للتربية المشروطة أن تكون فعالة وصحية عندما يتم استخدامها بشكل متوازن ومدروس، مع الاهتمام بتشجيع الداخلية الدافعية وتعزيز الثقة بالنفس والتفكير النقدي لدى الطفل. ينبغي أن تكون المكافآت الخارجية جزءًا من نظام تعليمي شامل يشجع على التنمية الشاملة للطفل، بما في ذلك تنمية القيم والمبادئ والمهارات الحياتية.