أنواع العلاقات في حياة كل منا
تشكل العلاقات الشخصية جزءًا كبيرًا وحيويًا من حياتك يمكن أن تتراوح هذه العلاقات من وثيقة وحميمة إلى بعيدة وصعبة بغض النظر عن طبيعة العلاقة، تساعد الأنواع المختلفة من العلاقات في تكوين شبكة الدعم الاجتماعي التي تُعتبر محورية لرفاهيتك الجسدية والعقلية.
ولفهم هذه العلاقات ومناقشتها بشكل أفضل بدقة، قد يكون من المفيد معرفة المزيد عن الأنواع المختلفة للعلاقات التي يمكن أن يتمتع بها الشخص، ولهذا اقتبسنا هذه المقالة من كتاب "خذها بقوة"، للكاتب حسام عبدالعزيز.
نحن لا نعيش على هذا الكوكب بمفردنا فكل منا لديه مجموعة من العلاقات، منها ما هو إجباري كعلاقته بوالديه وإخوته، منها ما هو اختياري كزوجته وأصدقائه.
أنواع العلاقات في حياتنا
والنجاح في الحياة يستوجب أن تكون ناجحًا في بعض علاقاتك، في حين أن السعادة في الحياة هي الدافع إلى كل أنشطتنا والتي فيها تتوجب أن تكون متوازنًا في جميع علاقاتك ومنها:
1. علاقتك مع الله: لا بد أن يكون لديك حد أدنى من العبادات التي تجعلك متصلًا بالله ﷻ، لأن علاقتك بالله تؤثر تأثيرًا مباشرًا على جزء مهم منك وهو الروح، ولا بد أن تحافظ على الصلاة فهي مصدر الصلة بين العبد وربه، وأن تحافظ على الأذكار التي تحصنك وتجعلك قريبًا من الله، كالاستغفار وحمد الله دائمًا على كل ما يحدث لك.
فهذا يزيد من توجهك الذهني الإيجابي، لأنك بذلك تخطط وترضى بما قسمه الله لك وتتوقع أن ما يحدث لك هو الأمر الذي فيه الخير لك وتتوقع الأفضل في مَا لم يحدث بعد.
يقول رسول الله ﷺ في حديثه القدسي "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن عبدي بي ما يشاء".
2. علاقتك مع والديك: لن تجد في الحياة أحدًا يحبك ويتمنى أن تكون أفضل منه إلا والديك، ولن تجد أحدًا ينصحك بحب وحرص وإخلاص مثل والديك لذا عليك الإنصات إليهما والحفاظ على علاقتك بهما، فهما مصدرَا استشارة ومصدرَا دعم كبير جدا، فرضاهما من رضا رب العالمين الذي بيده نجاحك وفشلك وحياتك وموتك، ودعاؤهما لك أكبر سند قد تجده في الحياة.
3. علاقتك مع صلة الرحم: أقاربك هم أقرب الناس إليك وعلاقتك الطيبة بهم أحد أسرار النجاح في الحياة وزيادة الرزق والبركة في العمر، كما في الحديث الذي رواه الإمام البخاري، قال رسول الله ﷺ "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
والبسط في الرزق هو الزيادة والبركة والسعة، وينسأ له في أثره أي يبارك الله في عمره ووقته.
4. علاقتك مع الأصدقاء: توجد حكمة تقول "قل لي من أصدقاؤك، أقل لك من أنت" وهذه دلالة على مدى تأثير أصدقائك عليك، فيجب أن تختارهم بعناية لأن حياتك ستكون قريبة من حياتهم.
وقد يقول قائل "وماذا أفعل إذا ولدت ونشأت في بيئة غير محفزة على النجاح؟"
هنا يكون الحل في البحث عن أشخاص محيطين بنا لديهم نجاحات وهمم عالية ونحاول التقرب منهم والاحتكاك بهم، وإن لم تجد في الأشخاص المحيطين بك فيمكنك متابعة الناجحين عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وتويتر، وانستجرام، وغيرها). فلم يعد الأمر صعبًا كما سبق، ومن خلال متابعتك إياهم ومعرفة نشاطاتهم، يمكنك حضور دورات تدريبية لهم أو ندوات لمتابعتهم عن قرب والاستفادة من خبراتهم ومعرفة أسرار نجاحهم والعقبات التي صادفوها لتتجنبها في رحلة نجاحك.
وكما ذُكِر أ. حسام عبدالعزيز، إن النجاح في بعض العلاقات السابقة قد يساعد على النجاح، كما حدث مع مؤسس شركة أبل التقنية، العبقري "ستيف جوبز " ولكن التوازن بين تلك العلاقات هو ما يُسبب السعادة، وهذا ما كان يفتقده ستيف جوبز، فقد كانت علاقاته الأسرية سيئة جدًا.
فإذا كنت تبحث عن السعادة وهي الأهم، فعليك بالتوازن في تلك العلاقات وتحقيق حد أدنى لا تقل عنه وتسعى جاهدًا لكي ترتقي إلى مستوى أعلى في كل نوع من العلاقات السابق ذكرها.
يجب أن تكون طموحًا دائمًا للارتقاء بجوانب حياتك كلها، يقول سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما خامس الخلفاء الراشدين " إن لي نفسًا تواقة (أي طموحة)، ما حققت شيئًا إلا وتاقت إلى ما هو أعلى منه، تاقت إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فصرت واليًا للمدينة، ثم تاقت نفسي إلى الخلافة فها أنا خليفة المسلمين، وقد تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها".
هكذا يكون الطموح، بطلب الأفضل في كل شيء والاجتهاد لتحقيق هذا الطموح ببذل الجهد والطاقة لذلك.
وأخيرًا، يؤكد أ. حسام عبدالعزيز على أن العلاقات هي شيء مهم لك، فقط ما قد تساعدك وتحمسك لأخذ الحياة بقوة وترشدك إلى العوامل المساعدة التي تقوي إرادتك على النجاح وبالتالي، فلا غنى العلاقات في حياتك، ببساطة لأنك ستحتاج إلى من يعاونك على النجاح، ومن هنا فإن نصيحتنا الأولى والأخيرة لك أن تختار من حولك بدقة.
