الأساليب الخاطئة الأكثر شيوعًا في تربية الأبناء

الأساليب الخاطئة الأكثر شيوعًا في تربية الأبناء

عندما يكون الكلام على أخطاء التربية، تتنوع الأخطاء وتكثر، لكنها ترتكز حول مفاهيم معينة تتكرر كثيرًا، مثل: الإهمال والتسلط والتدليل وغيرها.. وفي هذا المقال، سنلقي الضوء على أكثر الأساليب الخاطئة شيوعًا في التربية، وربما كنت تستخدم أحدها بدون أن تعرف..

التسلّط والسيطرة

وتعني تحكم الأب أو الأم في رغبات الطفل وجميع تحركاته وتصرفاته، وحتى في طموحاته، وبالتالي إجبار الطفل على مسارات وواجبات ربما تفوق قدراته وإمكانياته. فمثلًا قد تفرض الأم على أبنائها ارتداء ملابس معينة، أو إجبارهم على أكل أنواع محددة من الطعام أو مصاحبة أصدقاء بعينهم وترك آخرين بدون سبب واقعي، ولكنها مجرد تكهنات أو خوف غير مبرر تحوّل إلى تسلّط!

وللأسف لا ينتبه الكثير من الآباء إلى أن تلك التصرفات ليست في مصلحة الطفل تمامًا، بل تصنع منه شخصية ضعيفة تؤثر على صحته النفسية والجسدية في أغلب الأحوال. ونتيجة لذلك، قد ينشأ الطفل ولديه ميل للخضوع واتباع الآخرين، فلا يستطيع أن يكوّن رأيه المستقل أو يبدع ويفكّر.

الحماية المفرطة

وتعني أن يقوم أحد الوالدين أو كلاهما بالتصرف نيابة عن الطفل في كل المهمات التي تخصه، كأن تقوم الأم بحل الواجبات المدرسية نيابة عنه، أو يقوم الأب بالدفاع عنه والتدخل إذا قام أحد الأطفال الآخرين من زملائه بالاعتداء عليه، والحقيقة أن هذا النوع من الحماية هو شكل آخر من أشكال التسلط "المُقنع" لأن الأم والأب يمنعان الطفل من تكوين شخصيته ومن اتخاذ الكثير من القرارات بداعي الحماية. 

وهذا الأسلوب بلا شك يؤثّر سلبًا على نفسية الطفل، يُضعف ثقته في نفسه ويجعله أقل قدرة على اتخاذ القرارات بمفرده. وتحدث له الكثير من المشكلات في التأقلم والتكيّف، فلا يستطيع التأقلم بسهولة مع الآخرين إلا بالتنازل عن حقوقه.

الإهمــــــــــــال

ويكون الإهمال بأن يترك الوالدين الطفل يتصرف كما يشاء، فلا يوجد عقاب على خطأ، ولا مكافأة على فعل حسن، فالأب ينشغل بمهامه ظنًا منه أنه يؤدي واجبه تجاه أسرته، والأم تعتقد أن واجبات الطفل تنحصر في حمايته من المخاطر، أو أن الرعاية فقط تكون في النصائح الجافة وإعطاء الأوامر! 

ونتيجة لهذا الإهمال من كلا الوالدين ، يتربى الطفل على الجفاء وعدم تقدير الآخرين أو إعطاءهم حقوقهم. ولا عجب أن ترى هؤلاء الأطفال يكبرون على كره العائلة أو ينتمون لصحبة سيئة تعطيهم أمانًا مزيفًا وثقة خادعة في أنفسهم. حتى يجد الإبن نفسه يبحث عن أي نوع من الااهتمام أو أي حب حُرم منه صغيرًا، حتى لو على حساب تنازله عن شرفه وأخلاقه.

التدليــــــل

والتدليل هو تشجيع الطفل على تحقيق كل رغباته، وعدم توجيهه أو نصحه للكف عن الممارسات السيئة الغير مقبولة سواء دينيًا أو خلقيًا أو اجتماعيًا. فمثلًا عندما يذهب الطفل مع والده إلى المسجد ويلعب ويلهي المصلين، لا ينبهه الوالد عن خطأه بل يضحك إذا سب أحد المصلين، وتسكت الأم عن خطأ بناتها عند الحديث بغير لباقة مع الأكبر منها سنًا. 

ولا شك أن لذلك التصرف أثرًا سلبيًا على الأبناء ، فلا يقدر الطفل على تحمل مسؤوليته ولا يعامل الآخرين بما يناسبهم بل ما يناسب مزاجه، فلا يحترم أحدًا ولا يضع لنفسه قيودًا، ويقلل من تقديره لذاته وهو لا يعلم.

التمييز والتفرقة

كثير من الآباء لا ينتبهون لتصرفاتهم في التعامل مع الأبناء من حيث المساواة والعدل، فأحيانًا يفضلون بينهم على أساس الجنس أو السن أو الوسامة وغيرها من الصفات التي لا دخل لهم فيها! فيتصرف الأب أو الأم بدون وعي ويؤثرون أحد أبنائهم على الآخر، فيلاحظ الإبن الآخر تلك التفرقة مما يحزنه وينمي عنده إحساس الكراهية ونبذ مفهوم العائلة. لذلك على الأب والأم الانتباه لمشاعر أبنائهم وتحقيق مبدأ المساواة وعدم التفاضل.

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار