اضطرابات ما بعد الولادة

اضطرابات ما بعد الولادة

أكثر من 20% من الأمهات الحديثات يتعرضن لاضطرابات نفسية، مثل:

• الكآبة النفساية
• اكتئاب ما بعد الولادة 
• ذهان ما بعد الولادة. 

بعد فترة ميلاد الطفل والمعروفة باسم "ما بعد الولادة"، قد تعاني النساء من اضطرابات ما بعد الولادة التي يمكن أن تؤثر على صحتهن العقلية فالتغيرات والتقلبات الهرمونية المرتفعة التي تحدث أثناء الولادة وبعدها يمكن أن تجعل الأمهات يشعرن بتقلبات مزاجية شديدة تسمى "الكآبة النفاسية"، والتي تؤثر على 80٪ من الأمهات وإذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، فمن المحتمل أن يكون شيئًا ما أكثر شدة مثل، اكتئاب ما بعد الولادة وذهان ما بعد الولادة.

فما المقصود بالكآبة النفساية، واكتئاب ما بعد الولادة، وذهان ما بعد الولادة؟

كان هناك فيلم يحاول توعية الأشخاص، وخاصةً النساء حول اكتئاب ما بعد الولادة وذهان ما بعد الولادة، وما حدث أنه رأينا لاحقًا منشورًا على Facebook يتحدث عن الفيلم، مما أثار فضولنا لنقرأ التعليقات، فماذا حدث؟!

وما حدث أنه للأسف رأينا تعليقًا لإحدى الأمهات التى قد تكون تعاني بشكلٍ ما من هذه الأمراض على هذا المنشو، لأنها كانت تفكر في الانتحار وحتى نقل تلك العدوى العدوان على طفلها المولود حديثًا.

إذن، ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

إن اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) هو مزيج معقد من التغيرات الجسدية والعاطفية والسلوكية التي تحدث للمرأة بعد الولادة.

فيمكن أن تؤدي ولادة الطفل إلى إثارة الكثير من المشاعر القوية، من الإثارة والفرح إلى الخوف والقلق، ولكن يمكن أن يؤدي أيضًا إلى شيء قد لا تتوقعيه وهو الاكتئاب.

وما هي الكآبة النفساية؟

تعاني أيضًا معظم النساء من حالة تسمى الكآبة النفاسية بعد الولادة والتي يمكن أن تستمر من بضعة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين بعد الولادة.

قد تشمل أعراض الكآبة النفاسية:

• تقلبات المزاج
• الحزن والقلق والتهيج 
• الشعور بالارتباك والبكاء
• انخفاض التركيز
• مشاكل في النوم وفي الشهية

ولكن، أهناك فرق كبير بين أعراض الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة؟

إن الكثير من الكآبة النفاسية الخاطئة ما هي إلا مؤشر لمرض اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن العلامات والأعراض تكون أكثر حدة في اكتئاب ما بعد الولادة وتستمر لفترة أطول، مما قد يتعارض في النهاية مع قدرة الأم على رعاية طفلها والتعامل مع المهام اليومية الأخرى.

تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة عادةً في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر أثناء فترة الحمل أو في وقت لاحق حتى عام بعد الولادة.

قد تشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة ما يلي:

• مزاج مكتئب أو تقلبات مزاجية حادة والبكاء المفرط
• صعوبة الارتباط بطفلك
• الانسحاب من العائلة والأصدقاء
• فقدان الشهية أو الأكل أكثر من المعتاد
• عدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة
• التعب الشديد أو فقدان الطاقة
• قلل الاهتمام والسرور بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها
• الانفعال الشديد والغضب
• الخوف من أنك لست أماً جيدة
• اليأس والشعور بعدم القيمة أو الخزي أو الذنب أو النقص
• ضعف القدرة على التفكير بوضوح والتركيز واتخاذ القرارات
• الأرق
• القلق الشديد ونوبات الذعر
• أفكار إيذاء نفسك أو طفلك
• الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار
• قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة ، إذا لم يتم علاجه، لعدة أشهر أو أكثر.
• لكن الأخطر منهم جميعًا هو ذهان ما بعد الولادة!! فما هو ذهان ما بعد الولادة؟

إن الذهان التالي للوضع ( الولادة) هو حالة نادرة تحدث عادةً خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، وتكون العلامات والأعراض شديدة.

قد تشمل الأعراض جميع الأعراض المذكورة أعلاه لاكتئاب ما بعد الولادة، وقد تشمل أيضًا:

• الارتباك
• أفكار طائشة عن طفلك
• الهلوسة والأوهام
• ضطرابات النوم
• الطاقة المفرطة والإثارة
• تعاظم مرض يسمى بجنون العظمة
• محاولات لإيذاء نفسك أو طفلك

العلاج:

لقد سمعنا عن قصة امرأة حبستها أسرتها لسنوات، وأحيانًا قاموا بجلدها لأنها كانت بالنسبة لهم تحرجهم بمرضها العقلي، حتى أن البعض سينتهي بهم الأمر إلى القول إنها مشكلة روحية وسيواصلون الانتقال من مسجد إلى آخر، ومن منزل شيخٍ إلى آخر بدلًا من طلب المساعدة الطبية.

لذا، اسمحوا لنا أن نقسم طريقة علاجها، لأنها مشكلة عقلية إلى حد ما وقد تؤدي إلى أفكار أو سلوكيات تهدد الحياة وتتطلب علاجًا فوريًا.

وتختلف فترة العلاج من امرأة لأخرى، اعتمادًا على شدة الاكتئاب واحتياجاتها الفردية، فإذا كنت تعاني من خمول في الغدة الدرقية أو من مرض أساسي، فقد يعالجكِ طبيبكِ أو يحيلكِ إلى الاختصاصي المناسب، وقد يحيلك طبيبك أيضًا إلى أخصائي الصحة العقلية.

علاج الكآبة النفاسية:

عادة ما يتلاشى مرض الكآبة النفاسية من تلقاء نفسه في غضون بضعة أيام إلى أسبوع إلى أسبوعين. وفي هذه الأثناء:

• احصلي على أكبر قدر ممكن من الراحة.
• اقبلي المساعدة من العائلة والأصدقاء.
• تواصلي مع الأمهات الجدد الأخريات.
• خصصي وقتًا للاعتناء بنفسك.
• تجنبي تناول العقاقير المنبهة، والتي قد تقلب مزاجكِ لأسوأ.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة:

غالبًا ما يُعالَج اكتئاب ما بعد الولادة بالعلاج النفسي (ويُسمى أيضًا العلاج بالكلام أو استشارات الصحة العقلية) أو بالأدوية أو بكليهما.

• العلاج النفسي 

قد يكون من المفيد التحدث عن مخاوفكِ مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيرهم من متخصصي الصحة العقلية والنفسية، وأثناء العلاج يمكنكِ إيجاد طرق أفضل للتعامل مع مشاعركِ وحل تلك المشكلات، وتحديد أهداف واقعية والاستجابة للمواقف بطريقة إيجابية، وفي بعض الأحيان يساعد العلاج الأسري أو أخصائي العلاقات أيضًا في علاج هذه الحالة. 

• مضادات الاكتئاب

قد يوصيكِ طبيبكِ بمضادات الاكتئاب، فإذا كنتِ ترضعين رضاعةً طبيعيةً فإن أي دواء ستتناوليه سيدخل إلى حليب الثدي ومع ذلك، يمكنكِ استخدام معظم مضادات الاكتئاب أثناء الرضاعة الطبيعية مع مخاطر قليلة لحدوث آثار جانبية لطفلكِ لذا، احرصي على المتابعة الدائمة مع طبيبكِ لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة لمضادات الاكتئاب المحددة.

ومع العلاج المناسب، تتحسن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة عادةً وفي بعض الحالات، يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة، ليصبح اكتئابًا مزمنًا ولكن، من المهم أن تستمري في العلاج بعد أن تبدأي في الشعور بالتحسن، لأنه قد يؤدي إيقافكِ العلاج مبكرًا إلى حدوث انتكاس.

ذهان ما بعد الولادة

يتطلب ذهان ما بعد الولادة علاجًا فوريًا، عادةً في المستشفى. وقد يشمل العلاج:

الدواء:

قد يتطلب العلاج مجموعة من الأدوية مثل الأدوية المضادة للذهان ومثبتات الحالة المزاجية والبنزوديازيبينات، وهي فئة الأدوية المهدئة التي يعطيها الأطباء عن طريق وصفة طبية فقط، بهدف علاج القلق أو مشاكل النوم للتحكم في العلامات والأعراض.

العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): 

 إذا كان معدل اكتئاب ما بعد الولادة لديكِ شديدًا وتعانين من ذهان ما بعد الولادة، فقد يوصي الأطباء باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية، إذا كانت الأعراض لا تستجيب للأدوية.

إن العلاج بالصدمات الكهربائية هو إجراء يتم فيه تمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ، مما يؤدي عمدًا إلى نوبة قصيرة، يبدو أن العلاج بالصدمات الكهربائية يسبب تغيرات في كيمياء الدماغ ويمكن أن تقلل من أعراض الذهان والاكتئاب، خاصةً عندما تكون طرق العلاج الأخرى غير ناجحة.

يمكن أن يتحدى علاج ذهان ما بعد الولادة قدرة الأم على الرضاعة الطبيعية، يؤدي الانفصال عن الطفل إلى صعوبة الرضاعة الطبيعية، ولا يوصى باستخدام بعض الأدوية المستخدمة لعلاج ذهان ما بعد الولادة للنساء المرضعات

إذا كنتِ تعانين من ذهان ما بعد الولادة، فيمكن لطبيبك مساعدتك في التغلب على هذه التحديات.

ولكن من المحزن جدًا أنه في جزء من العالم، نجد بعض الأشخاص لا تعرف حتى عن وجود مثل هذه الحالات والأمراض.

وتستمر عائلات النساء اللواتي يواجهن هذا الأمر في إلقاء اللوم على الأم الجديدة، وحتى بعض النساء قد يقولن دون وعي كيف أنها ليست أماً جيدة ولا تستحق أن يكون لها طفل!!. 

لذا، علينا عند رؤية أي أم جديدة من حولنا خاصةً إذا كانت تظهر عليها مثل هذه الأعراض ألا ندينها، بل نخبرها أننا نفهم ما تمر به، نساعدهم في الأعمال المنزلية لأن التوتر سيستمر في إثارة حالتها لجعل الأمر لها أسوأ. 

وهكذا هي تحتاج منا إلى الحب والدعم، وللتغلب على كل ذلك علينا التماس العناية الطبية لمثل هؤلاء الأمهات، فهن بحاجة إلى العلاج والأدوية.

ويُرجى مشاركة هذا لنشر الوعي بأنواع اضطرابات ما بعد الولادة الكآبة النفسية واكتئاب ما بعد الولادة وذهان ما بعد الولادة.