أشكال التحرش الجنسي

أشكال التحرش الجنسي

ربما تسأل نفسك:"ما هي أنواع التحرش الجنسي المختلفة؟" وبموجب قانون الحقوق المدنية، يُعتبر التحرش الجنسي شكلًا من أشكال المضايقة، والذي يتم تقسيمه إلى فئتين: (مقايضة، بيئة عمل عدائية). 

وهكذا، يكون التحرش الجنسي واضحًا في بعض الحالات، وقد يتضمن فعلًا أو تهديدًا أو انتقامًا صريحًا. وفي حالات أخرى، يكون التحرش الجنسي خفيًا وغير مباشر، مع جانب قسري غير مذكور، وهو ما سنعمل على تفسيره معًا من خلال هذه المقالة. 

أنواع التحرش الجنسي

نستعرض معًا بعض التقسيمات الخاصة بالتحرش الجنسي، تم تقسيمها إلى:

1. التحرش الجنسي (رجل بامرأة):  تتعرض المرأة في المجتمعات، بشكل عام، إلى مضايقات بشكل مستمر وتتوسع هذه المضايقات في الكثير من الأماكن، سواء كانت في العمل أو في البيت أو في الأماكن العامة، وتزداد هذه الأمور مع التطور وبناءً على ذلك، تتبع معظم النساء مبدأ السكوت الذي يزيد بذلك المشكلة وعلى أثر ذلك، يجب على المجتمع أن يمنح المرأة المزيد من الشجاعة لتتحدث، فان التحرش بالمرأة مسؤولية المجتمع.

2. التحرش الجنسي (رجل بطفل أو طفلة): وذلك يُعتبر أمر من أمور ظهرت في الآونة الأخيرة، التي تُعتبر جريمة بحد ذاتها، فالتحرش الجنسي بطفل أو طفلة يُعتبر مبحث مهم للدراية في المجتمعات جميعها، لأنه لُوحِظ تكرره، في الفترات الأخيرة، بكثرة، الذي ينقسم ويتجزأ إلى أنواع علاقات كثيرة، منها تحرش الطفل بطفل، الرجل بطفلة، المرأة بطفل، الكبير بالسن أيضًا، والذي يُبين مدى انحدار المسؤولية الأخلاقية والقيم لدى الشعوب والدخول في زنا المحارم. 

3. التحرش الجنسي (رجل برجل وامرأة بامرأة): وهي ظاهرة الشذوذ الجنسي التي تُعرف على أنها ميل أحد الأطراف إلى نفس الجنس قصرًا أو مُسيرة بإرادة غيره وفي كلا الحالتين، لا يُعد هذا الشخص مسؤولًا من الناحية الأخلاقية.

أشكال التحرش الجنسي

تعددت تصنيفات أشكال التحرش الجنسي حسب الدراسات، ومن أشهر المحاولات التصنيفية لأشكال التحرش هي المحاولة التي أعدتها لجنة تكافؤ فرص العمل الأمريكية، والاتحاد الأمريكي لأساتذة الجامعات، حيث ميزت هذه المحاولة بين شكلين واسعين من أشكال التحرش الجنسي، هما:

1. التحرش الجنسي التعويضي: وهذا الشكل يقوم فيه فرد باستخدام قوته التنظيمية على مرؤوس لديه، لدفعه لكي يشاركه نشاط جنسي، ويتضمن هذا الشكل وجود علاقة ما بين أطراف التحرش، مثال علاقة الرئيس بمرؤوسيه، علاقة المكانة المتساوية، كما أن هناك سابق تعارف ما بين طرفي التحرش، إضافة إلى أن موقف الأنثى من التحرش هنا قد يترتب عنه في حالة الاستجابة منح الأنثى تعويض أو مكافأة، وقد يترتب عنه العقاب في حالة رفضها.

2. التحرش الجنسي البيئي: ويشير هذا الشكل إلى العروض الجنسية الدائمة والمستمرة التي تتعرض لها الأنثى داخل البيئة الاجتماعية التي تعيش فيها، وتتضمن التعليقات الجنسية، الاهتمام الجنسي غير المرغوب، وضمن هذا الشكل، نجد أنه قد لا يجمع طرفي عملية التحرش أية علاقة، والأنثى هنا لا تضطر إلى أن تخضع لهذا الفعل طالما هي لا تريد الاستجابة لذلك.

إلا أننا في مقالتنا هذه تبنينا تصنيفًا آخر لأشكال التحرش الجنسي، حيث كانت مشيئة التشريع منذ سنة 1992 إعطاء الضحايا وسائل للمقاومة والدفاع عن أنفسهم ضد أي شكل من أشكال التحرش الجنسي بالإبلاغ عنه دون وصولها إلى الاغتصاب،

وتمثلت هذه الأشكال في ثلاث مستويات:

1. المستوى اللفظي: ويتمثل في الثناء والمدح باستعمال العبارات والتعليقات الشهوانية الجنسية، كالنكت والدعابة، الضغط للخروج في موعد غرامي، الخطابات، المحادثات والرسائل الهاتفية ذات الطبيعة الجنسية، كما أن الإرسال المتكرر للرسائل الإباحية يدخل ضمن هذه الفئة.

2. السلوكيات غير اللفظية: وتتضمن تلميحات مباشرة وغير مباشرة بواسطة الإشارات، مثال: التصفير، الغمز، النظرات، الابتسامات، إطلاق الشائعات عن سلوك جنسي شائن للضحية، الإرغام أو الإجبار على مشاهدة صور جنسية فاضحة، التعري بإظهار العضو الذكري أمام الضحية، وكل الحركات ذات الإيحاءات الجنسية.

3. اللمس: والذي يندرج من القرص والملامسة (ملامسة مناطق حساسة من الجسد)، المعانقة والتقبيل، وشد ملابسها وتعرية أي موضع من جسدها إلى محاولة الاعتداء، والاغتصاب، ويستعمل الفاعل هذه الأشكال للتحرش بـ الضحية، حسب الظروف المواتية.

تبدأ آلية التحرش الجنسي بالإغراء حيث يستعمل الفاعل هنا قلة الأدب والبذاءة، فيبقى في مستوى المدح، وتشيع هذه الظاهرة حين يكون المتحرش في وضعية تفوق الضحية، فينظم جدول توقيته من أجل خلق أوقات خلوة معها بحجة الأعمال المستعجلة، وهي لحظات مواتية يستغلها ليكلم الضحية عن حياته الزوجية الصعبة الغير ناجحة، ورغبته في إقامة علاقة أكثر اندفاعًا معها، ويستمر في ذلك باقتراحات رفع الأجر وامتيازات أخرى وحتى في حالة رفض الضحية ومواجهتها له، فإنه نادرًا ما يتوقف، بل بالعكس يستعمل الضغط التلميحي أو الصريح حسب وضعيته بالمؤسسة والسلطة التي يملكها، فيلجأ أحيانًا إلى فرض المسألة الجنسية في علاقة العمل التي تربطه بالضحية، فتجد الضحية نفسها مضغوطة، مما يؤدي إلى تعرضها لاضطرابات، فآلية التحرش هنا تحول علاقة المرؤوسية إلى علاقة خضوع، وقد تتعرض الضحية إلى التحرش الجنسي أيضًا من زملائها، ولكن لا يمكنهم فرض أنفسهم عليها، لأنهم لا يتمتعون بالسلطة نفسها. 

مجالات التحرش الجنسي

إن ظاهرة التحرش الجنسي موجودة في جميع مجالات الحياة المجتمعية، فلا تستطيع أنثى في وقتنا الراهن المرور في الشارع أو التنزه، أن تفلت من التحرش الجنسي سواء كان هذا التحرش بنظرة  أو كلمة، بغض النظر عن اللباس، وقد تتطور، في بعض الأحيان، إلى التطاول باليد واللمس والاحتكاك، بحيث أضحى التحرش الجنسي، كأنه عادة اجتماعية، وسنتطرق هنا إلى أهم المجالات التي تجرم المضايقات كجريمة تحرش جنسي، وتتمثل فيما يلي:

1. التحرش الجنسي في أماكن العمل: قد يكون استغلال السلطة الوظيفية في إطار ممارسة وظيفة عمومية، في مؤسسة تابعة للقطاع العام، إدارة، مصلحة، مرفق عمومي، كما قد يمارس التحرش الجنسي في المؤسسات أو المرافق التابعة للقطاع الخاص من طرف أرباب العمل والمسؤولين داخل هذه المؤسسات بشرط أن تتوافر علاقة سلطوية بين المتحرش والمجني عليها.

 ولا تقتصر ممارسة السلطة على الغير على مفهوم السلطة بين رب العمل والضحية، أي أنه لا يستلزم أن يكون المعتدي صاحب الشركة أو المؤسسة، فيمكن أن يكون مسؤولًا مباشرًا، ويمكن أن يكون مسؤولًا غير مباشر، المهم أن يكون الفاعل أعلى رتبة من الضحية، أي له سلطة يمارسها عليها هذا قانونيًا، أما اجتماعيًا وبالتالي، يُمكن للعلاقة أن تكون غير سلطوية. 

2. التحرش الجنسي في مجال المؤسسات التعليمية: في المدارس والجامعات، قد يقع التحرش الجنسي من المدرس أو الإداري على الطالبة أو الطالب، أو يقع بين التلاميذ والطالبات بعضهم البعض أو يقع من الطالب على أستاذته أو على الموظفة الإدارية أو العاملة، وأخطر هذه الأنواع هو التحرش الجنسي الذي يقع من المدرس أو الإداري على الطالبة أو الطالب، لأنه سيكون سلوكًا متكررًا على العديد من الطالبات، كما سيكون له تأثير وتوابع تدميرية خطيرة لشخصية الطالبة، ونجده منتشرًا في مجمل مدارس وجامعات العالم عامةً.

 3. التحرش الجنسي في المجال العائلي: هناك تحرشات جنسية تتم داخل مجال العائلة، بحيث يكون المتحرش أحد أفراد العائلة مثل الجد، العم، الخال أو أي صلة قرابة ويُعتبر هذا النوع من التحرش من أخطر التحرشات التي تؤدي إلى انحلال العائلة ويترتب عنه نتائج نفسية وخيمة، ويعود التحرش هنا، إما على الفتاة غير المتزوجة أو المرأة المتزوجة أو الطفل، فنجد أخ الزوج يتحرش بزوجة أخيه، ابن العم يتحرش بقريباته، الأب يتحرش ببناته ويصل  الحد إلى الاعتداء عليهن أحيانًا، هذا ما يترتب عنه جريمة زنا المحارم، الذي هو في انتشار بين عائلات مجتمعنا الإسلامي، بالرغم من أن الروابط العائلية هي روابط مقدسة في الإسلام.

4. التحرش الجنسي في الأماكن العامة: هناك تحرشات جنسية في الأماكن العامة، في وسائل النقل، في الشارع، هي تتمثل في المضايقات التي تتم بنظرة، أو كلمة، قد تتطور غلى اللمس والاحتكاك.

وأخيرًا، إن التحرش الجنسي ليس مقبولًا أبدًا، سواء في العمل أو في الأماكن العامة أو في أي مكان آخر، لا يجب ولا ينبغي التسامح مع التحرش الجنسي، إذا كنت تعتقد أنك أو أحد أفراد أسرتك معرضين للتحرش الجنسي فمن المهم أن تتحدث،  نشجعك على تحديد موعد لاستشارة مع أحد المحامين على الفور، كما يمكنكم متابعة مقالتنا القادمة، والتي ستناقش فيها معكم بعض الطرق العملية للحماية من التحرش في الشارع وفي المواصلات العامة. 

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار