إذا كان زواجك ناجح ومستقر، فإن كل شيء آخر سيبدو مثاليًا لكن إذا كان زواجك يعاني، فلا يهم حقًا ما هو جيد، فيمكن لأجواء المنزل المليء بالتوتر أن ينتقل بسهولة إلى بقية حياتك ويؤثر على سلوكك، مهما كانت بقية حياتك محظوظة.
ويعتقد العديد من الأزواج أن زوجاتهم عليها أن تفعل شيئًا مختلفًا، للحفاظ على زواجهم لكن الحقيقة هي أنه لا يمكنك تغيير أي شخصٍ دون تغيير نفسك أولًا، وبالتالي عليك أن تبذل جهدًا صادقًا لتكون زوجًا أفضل، فكونك زوجًا ناجحًا هذا وحده يكفي ليحسن زواجك ولتحقيق هذه الغاية،
إليك خمس نصائح لتصبح الزوج الأفضل والأنجح:
اختر خمسة أشياء عن زوجتك تشعر بالامتنان لها بها.
1. عندما قابلت زوجتك لأول مرة
ربما كان كل منكما يرتدي نوع نظارات معينة، يثير فيكما عواطفًا كلما نظرت إلى بعضكما البعض، عندما نكون مفتونين من السهل التغاضي عن الأشياء المتعلقة بالشريك الآخر، والتي نجدها مزعجة أو صعبة ولكن مع مرور السنين، فإن الضغوطات مثل العمل والحياة والأموال والصحة تؤثر عليكما كأفراد وأزواج وتصبحون أكثر حساسيةً تجاه الأشياء التي نجدها مزعجة في زوجاتكم وفي هذا الصدد، حوّل قدرتك على الإدراك والتحمل إلى فنجان قهوة يضرب به المثل، فتصب في اتجاه الإيجابية والامتنان، تودع السلبية تندلع بعيدًا عنكما.
فاكتب قائمة بخمسة أشياء تشعر بالامتنان لوجودها في زوجتك كل يوم وإذا لم تتبادر إلى ذهنك هذه الأشياء بسرعة، فقم ببعض عمليات العصف الذهني والتأمل للعثور على شيء ما فلا شيء صغير جدًا على الملاحظة، حاول القيام بذلك كل يوم وسترى تحولًا مذهلًا في الطريقة التي تنظر بها إلى زوجتك.
والأفضل من ذلك، عبّر عن امتنانك وحبك لها واجعلها تشعر دائمًا أنها مميزة ومن خلال القيام بذلك، ستراها مشرقة الوجه على الدوام وستسعى بأقصى جهدها أن تجعلك تشعر بنفس الشعور وعندما يتعلق الأمر بالامتنان، فلا يوجد قليل مثل الكثير فعندما تبدأ في ممارسة هذا، سوف يمتد فنجانك إلى جميع النواحي الأخرى في حياتك.
إن معظم العلاقات وخاصة في العمل هي مجرد مقايضة ومصلحة ولسوء الحظ، هذا لا يعمل حقًا للزواج فتفتقر العلاقات المبنية على فرضية "أنت تخدش ظهري، سأخدش لك" عامل وعنصر الحب، وهو شعور يجد تعبيره الكامل في فعل العطاء أنت فقط تتحكم بعد كل شيء، في مقدار الحب الذي تمنحه فكثير من الأزواج شهمون ومفيدون، عندما يجتمعون لأول مرة بحب حياتهم لكن بمرور الوقت، ومع تلاشي افتتانهم بزوجاتهم وبدء العمل الروتيني، يبدأون في الحصول على توقعات غير صحيحة فإذا طُلِب منهم المساعدة، فسيتوقعون أنهم مُطالبين بشيءٍ في المقابل.
وبالتالي، نصيحتنا لك كزوجٍ هي التوقف عن البحث عن هذه المقايضة والصفقة كن فقط رحيمًا، ابحث عن المسؤوليات التي تتحملها زوجتك عادة وتحملها أنت بنفسك فكلما جعلت الأشياء أسهل لزوجتك ستكون الحياة عامةً، الحياة الزوجية خاصةً أسهل بالنسبة لك فجربها، إنها تعمل حقًا.
اصطحب أنت الأطفال من المدرسة حتى تتمكن زوجتك من الاستمتاع بالاسترخاء ليومٍ، خصوصًا في فترة ما بعد الظهر، اغسل الأطباق عنها حتى تتمكن من مشاهدة برنامجها التلفزيوني المفضل أو قراءة كتاب. وعلاوة على حقيقة أن هذه السلوكيات المفيدة ستجعل زوجك سعيدًا حقًا، ستبدأ أنت أيضًا في النمو بشكل أكبر، لتصبح من مقدمي الرعاية والخدمات، وستشعر في دورك بمزيدٍ من الرضا.
كما ذكرنا من قبل فإن الأيام الأولى للعلاقة مليئة بالافتتان، فالرسائل النصية تطير ذهابًا وإيابًا، والذهاب في مواعيد غرامية متشوقة طوال الأسبوع، لدرجة أن الأزواج يشعرون أنهم لا يحصلوا على ما يكفي من بعضهم البعض، ولكن بعد بضع سنوات تصبح الحياة روتينية وتنسى أنت أيها الزوج أن تبذل جهدًا مستمرًا لقضاء وقت ممتع مع زوجتك للتعرف على أحوالها أكثر وأكثر ولكن بغض النظر عن مدى ازدحام الحياة، فأنت بحاجة إلى تحقيق ذلك وفعله بغض النظر عن أي شيء وخلاف ذلك، تأكد أنك في طريق قتل الرومانسية بينكما ببطءٍ مع مرور الوقت.
ضع موعدًا أسبوعيًا بتاريخٍ محدد له على تقويم هاتفك والتزم به دومًا، واختر التاريخ الذي يتضمن شيئًا تحبه أنت وزوجتك على حد سواء، وتأكد من أنه يحتوي على فرصة لبعض المحادثة، ويمكن أن يكون الأمر بسيطًا مثل المشي لمدة ثلاث ساعات في الحديقة يوم السبت، أو تناول العشاء في المكان المفضل لديكما.
وبصرف النظر عن موعدك الأسبوعي، اشترِ أيها الزوج الناجح لزوجتك هدايا صغيرة من هنا وهناك، لتظهر لها أنها دائمًا في ذهنك، لا يجب أن يكون شيئًا كبيرًا أو مكلفًا، حتى ولو كان مجرد وردة بسيطة أو علبة شوكولاتة في طريق عودتك إلى المنزل من العمل، وتأكد أنك هكذا تجعل زوجتك محبةً لك وترى فيك الزوج الناجح بل الأفضل، خاصةً إذا كان شيئًا يجعلها تعرف أنك تهتم بها وتحب أن تستمع لها.
يمكن أن تتفكك الزيجات طويلة المدى من الداخل، إذا احتفظ كل طرف من هذه الزيجات بجميع شكاويهم ومظالمهم لأنفسهم وتركها دون معالجة لسنوات، لكن المشكلة هي أنه قد يكون من الصعب جدًا عليك توصيل هذه المشاكل إلى شريك حياتك دون الإساءة إليه، فما عليك فعله إذن هو أن تتعلم أيها الزوج كيف تنتقد بشكل صحيح وهذا يعني أنه إذا كان هناك شيء ما في زوجتك يزعجك منها فعليك أولًا، تحليل هذا الشيء ومعرفة ما إذا كان يمكنك العمل عليه وتحمله أم لا فعلى سبيل المثال، إذا عدت إلى المنزل من العمل وأنت في حاجة إلى الاسترخاء، ولكن طلبت منك زوجتك عرض في هذا الوقت تحديدًا أنت لا تحبذه أو لا يعجبك، فاعلم أنه لا يجب أن ترفض هذا بشكل قاطع قد يجرحها في الواقع، إذا أرادت منك زوجتك مشاهدة حلقة من مسلسلها المفضل، فان الزوج الناجح يتصرف هكذا يمكنه فعل ذلك، مركزًا على مدى سعادته في صنع شريكه سعيدًا، بدلًا من إبداء مدى كرهه لعرضها وتوليد بينهم مشاعر لا يُحبذ أن تظهر بينهما.
وإذا كنت تريد من زوجتك أن تغير سلوكها وألا تفعله، فابحث كزوجٍ عاقل عن طريقة لقول ذلك دون أن تكون مسيئًا لزوجتك فلا تستخدم الكلمات والصفات القوية، ولكن حاول التعبير عنها بطريقة موضوعية غير متحيزة وعدوانية قدر الإمكان فعلى سبيل المثال، إذا كانت عادات الإنفاق المبالغ فيه من زوجتك يُشكل ضغطًا على زواجك، فقم بمعالجة الموضوع بأسباب واضحة وصحيحة، واقترح أن تتنازل عن هذا الفعل معًا وبالطبع، سيؤدي حل الخلافات في هذا المثال والنموذج إلى زيادة مستوى الثقة بينكما كزوجين، ومساعدة كلاكما على وضع نجاح علاقتكما أولاً وأبدًا.
عندما تشارك زوجتك أفكارها معك كزوجها، فإن 99٪ من الوقت من تلك الحالات من الزوجات لا تهتم بالحصول على المساعدة إنهن، بدلًا من ذلك، يحاولون تجسيد أفكارهم من خلال التحدث عنها والفضفضة عنها معكم كأزواج.
وبالتالي، في هذه الحالة، لا تقدم لزوجتك النصيحة إلا إذا طلبت ذلك وبدلًا من ذلك، حاول التصرف بتعاطف معها امتنع تمامًا عن محاولة إيجاد حلول لمشاكلها على الفور، بل الأفضل أن تُكرر لشريكتك نسخة معادة صياغتها لما قالته لك فهذا يتيح لها معرفة أنك معترف بمشاعرها، وبقيامك بذلك، فإنك تساعدها في طرح الأسئلة الصحيحة، أفضل من مجرد فرض نفسك ورأيك عليها، وإظهار سبب معرفتك بشكل أفضل من خلال تقديم حلول سريعة لها.
إن جزء من تنفيذك لهذه النصيحة يتمثل أيضًا في تخصيصك وقت للجلوس مع زوجتك كل يوم للتحدث معها ويمكن أن يكون هذا الوقت بعد العشاء مع كوبٍ من الشاي، أو في فترة ما بعد الظهر وتأكد أيها الزوج الناجح أن وقت المحادثة هذا سيساعدك حقًا في توصيل فكرة إلى زوجتك وهي أنك تهتم بها، بل وحاول أن تستخدم هذا الوقت أيضًا للتعرف أكثر وأكثر على شريكة حياتك بصدق، وهكذا ستساعدك أفكارها ومشاعرها وتفضيلاتها وتاريخها الشخصي على أن تصبح مستمعًا أفضل وزوجًا أقل أنانيةً.
وأخيرًا، أن تصبح زوجًا ناجحًا بل والأفضل، سيجعلك تشعر بتحسن تجاه نفسك وحياتك ففي حين أنك تخطو إلى إتمام دورك الذكوري المتمثل في الرعاية والعطاء والمحبة تجاه زوجتك، فسوف تجد أن زواجك يتحسن، وستجد أن زوجتك هي أفضل صديق وداعم ومعجب رقم واحد طوال حياتك فلا تنتظر تنفيذ هذه النصائح حتى غد، وابدأ اليوم بأصغر شيء يمكنك القيام به وستُضيف هذه الأشياء الصغيرة في النهاية وتحول حياتك وزواجك للأفضل.