لا تقع في محظورات العلاقة الحميمة

لا تقع في محظورات العلاقة الحميمة

 العلاقة الحميمة في الإسلام 

إن الله سبحانه وتعالى وضع في الإنسان فطرة الإحتياج للعلاقة الحميمة وجعل أشباعها في إطار محدد وهو الزواج، ومن الجميل أن الله جعل في ذلك ثواب لعدة أسباب من أهمها عفة النفس والطرف الآخر وما يثبت ذلك هو حديث النبي صلى الله عليه و سلم حيث قال ذات مرة  “ وفي بضع أحدكم ( آي فرجه ) صدقة

 قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ 

قال: نعم

أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر ؟ 

كذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر، أتحتسبون الشر ولا تحتسبون الخير؟ ” رواه مسلم .

من الطبيعي أن يفكر آي إنسان في إشباع احتياجه الجنسي، فمن ينظر لذلك على أنه شئ بشع ولا يرغب فيه فيكون لديه خلل في فهم احتياجاته وجاء في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: 

“ أنا أعلمكم بالله وأخشاكم له، ولكني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء

 فمن رغب عن سنتي فليس مني ”.

وبسبب اختلاف طبيعة جسد وتفكير وقلب الرجل عن المرأة فإن الرجل تكون حاجته أكثر ولا يستطيع الصبر عليها بسهولة وما يوضح ذلك هو الموقف الذي حدث مع النبي حين جاء رجل يطلب منه الإذن له بالزنا ونص الحديث هو:

إنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، ائذَنْ لي بالزِّنا 

 فأَقْبلَ القومُ عليه فزَجروهُ 

 وقالوا : مَهْ! مَهْ! 

فقالَ: ادنُهْ ، فدَنا منهُ قريبًا

 قالَ: فجَلسَ، قالَ: أتُحبُّهُ لأُمِّكَ ؟ قالَ: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأُمَّهاتِهِم قالَ: أفتحبُّهُ لابنتِكَ ؟ قال: لا واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَه لبَناتِهِم، قالَ: أفتُحبُّهُ لأُخْتِكَ ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لأخواتِهِم . 

قال: أفتُحبُّهُ لعمَّتِكَ ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لعمَّاتِهِم . 

قال: أفتُحبُّه لخالتِك ؟ قال: لا واللَّهِ، جعَلَني اللَّهُ فِداءَكَ، قالَ: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لخَالاتِهِم . 

قال: فوَضعَ يدَهُ عليه، وقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ ذَنبَه، وطَهِّرْ قلْبَه، وحَصِّنْ فَرْجَه، فلم يَكُن بَعدُ ذلِك الفَتَى يَلتَفِتُ إلى شيءٍ .

لكن كل شئ في الحياة يكون له حدود حتى الحلال من المكان أن يسئ التصرف معه فيتحول الوقوع في محظورات لذا فيجب معرفة المحظورات لتجنُبها.

محظورات العلاقة الحميمة 

الله لا يمنع شئ إلا لراحتنا والحفاظ علينا، لذلك فالمحظورات أو المكروهات في العلاقة فهي لمساعدة الطرفين على إشباع حاجتهم بشكل يكون مقدس وهادئ وفيما يلي سنوضح لكم بعض هذه المحظورات التي يجب أن تضعها في عين الإعتبار إذا كنت متزوج أو مقبل على الزواج أو حتى من باب المعرفة: 

1. الكلام خلال العلاقة 

و يُقصد هنا الكلام الفاحش فقط فإن ذلك محرم كما ورد في الحديث الشريف حيث قال النبي صلى الله عليه و سلم: " ليس المؤمنُ بالطعَّانِ ولا باللعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البذيءِ ". 

و الكلام الفاحش مثل السب، إما الكلام المسموح بيه بل أنه محبب فهو الكلام العاطفي كالتغزل في الزوجة لإرضاء الرغبة العاطفية لديها وتلين قلبها .

2. النزع قبل الفراغ 

يكره أن يُشبع الرجل حاجته قبل أن تفرغ المرأة، و هذا جعله الله ليس من حسن المعاشرة والله أمر الرجال بالمعاشرة الطيبة كما جاء في قوله تعالى في سورة النساء: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} . 

3. التجرد من الثياب 

فطرة الإنسان تحكم عليه أن يتستر دائماً ويخفي جسده، في هذا الأمر خصوصاً يجب أن يكون الطرفين ساترين أنفسهم كما كان رائ الحنابلة مستدلين بهذا الحديث 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أتى أحدُكم أهله فليستتر, فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة فخرجت، فإذا كان بينهما ولد كان للشيطان فيه نصيب ). 

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1 / 63)، و البزار و ضعَّفه  كما في " نصب الراية " (4 / 247) .

لكن جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والمالكية اتفقوا على جواز التجرد من الثياب حال الجماع بين الزوجين . 

4. الوطء في الدبر 

ذكر النبي إن الوطء في الدبر ممنوع حيث قال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏: ‏قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (ملعون من أتى امرأة في دبرها) ‏‏.‏ رواه أحمد وأبو داود ‏‏وهو حديث حسن .

5. الوطء في فترة الحيض أو النفاس 

و الدليل على التحريم ذُكر في القرآن في سورة البقرة الآية ( 222 ) 

الله سبحانه يقول: ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .

و كجميع أمور حياتنا مثلما هناك محظورات للحفاظ علينا فهناك أيضاً آداب يجب أن نتبعها حتى يتم الأمر بشكل أجمل ويكون مصدر للثواب أيضاً وليس لإشباع حاجتنا فقط، ومن أهم هذه الآداب الآتي : 

1. إخلاص النية 

آي أن يأخذ الزوجان نية أنهم يبعدون عن الحرام ويعفان أنفسهم بالحلال وأيضاً يساعدون في زيادة نسل المسلمين 

2. التطيب قبل البدء 

والدليل على ذلك فهو الحديث الآتي: ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيطوف على نسائه ثم يصبح محرماً ينضخ طيباً.

3. الدعاء قبل البدء

والدليل على ذلك الحديث الشريف الآتي: روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً  " .

4. الغسل بعد الإنتهاء 

والدليل على ذلك الحديث الشريف الآتي: روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل " .

5. إحترام قدسية العلاقة وعدم إفشاء أسرارها 

والدليل على ذلك الحديث الشريف الآتي: روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها " .

6. الوضوء إن أراد أن يعود الرجل لزوجته مرة آخرى 

والدليل على ذلك الحديث الشريف الآتي: قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءًا، فإنه أنشط في العَوْد ) رواه مسلم .

خلاصة الأمر حاول أن تحافظ على مدى قدسية العلاقة الحميمة بينك وبين زوجتك، و أن تعفان أنفسكما بها.

وليس من العيب أن تقرأن معاً عن مكروهاتها والمتاح بها و ستجد في موقعنا مقالات كثيرة تناقش مواضيع مشابهة .

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار