5 سلوكيات عليك غرسها في طفلك في سن الخامسة

5 سلوكيات عليك غرسها في طفلك في سن الخامسة

5 سلوكيات عليك غرسها في طفلك في سن الخامسة

يعتقد العديد من الآباء أنه من السابق لأوانه غرس القيم لطفل صغير أو لطفلٍ مازال في مرحلة ما قبل المدرسة، لكن هذا مفهوم خاطئ تمامًا! لذا، ففيما يلي بعض القيم التي يجب على جميع الأطفال اكتسابها، بحلول عيد ميلادهم الخامس، وبعض الطرق السهلة لجعلهم يتمسكون بها.

1. قيمة الصدق

وهنا يأتي السؤال المهم، كيف تساعد طفلك على إيجاد طريقة لقول الحقيقة دائمًا؟ 

إن أفضل طريقة لتشجيع الصدق في طفلك هي أن تكون أنت شخصًا صادقًا، وتأمل هذه القصة معنا: قررت إحدى الأمهات تحديد أوقات اللعب بين ابنها البالغ من العمر 3 سنوات وبين صديقه ولكن في ووقتٍ ما، لاحظت هذه الأم أن الأولاد كثيرًا ما يتشاجرون مؤخرًا، وقررت من نفسها أنه ينبغي على ابنها وصديقه أن ينعزلا لبعض الوقت بعيدًا لذا، حين اتصلت والدة صديق طفلها بعد ظهر أحد الأيام لترتيب لقاء أبنائهم الأسبوعي، أخبرتها الأم أن ابنها مريض.

وعند سماع الطفل هذا، بدأ يسألها: "هل أنا مريض يا ماما؟، ما بي"، وفُوجئت الأم بنظرة ابنها المخيفة لديها، حاولت أن تهدئ من روعه وتخبره أنها قالت فقط إنه مريض، لأنها لا تريد أن تؤذي مشاعر والدة صديقه، كما أنها سعت أن تقدم بعد ذلك شرحًا معقدًا لطفلها للتمييز بين الأنواع المختلفة من الأكاذيب، ولكن ابنها كان مشوشًا، وكل ما فهمه هو أن الكذب يكون أحيانًا محبذًا، وهذا في الواقع ما يفعله الكثير من الآباء والأمهات.

لذلك انتبه، فطفلك يأخذ  إشاراته منك، لذلك من المهم أن تحاول تجنب أي نوع من الخداع والكذب أمامه، حتى وإن كان يبدو غير ضار (فلا تقل أبدًا، على سبيل المثال، شيئًا مثل "دعنا لا نقول لبابا أننا ذهبنا إلى المول التجاري بعد ظهر هذا اليوم"). 

 ولكن، دعْ طفلك يسمع أنك صادق مع الصغار قبل الكبار، ومعه هو شخصيًا وبالتالي، كان من الأفضل لتلك الأم في القصة السابقة أن تقول لوالدة الطفل الآخر: "هذا ليس يومًا مناسبًا للعب، لأني قلقةً من أن الأولاد كانوا يتقاتلون كثيرًا الأسبوع الماضي، وأعتقد أنهم بحاجة إلى هدنة، حتى يكونوا متحمسيْن للقاءاتهم الأخرى."

وهناك طريقة أخرى لتعزيز قيمة الصدق، ألا وهي: لا تُبالغ إذا كذب طفلك عليك وبدلًا من ذلك، ساعده في إيجاد طريقة لقول الحقيقة، فعلى سبيل المثال، عندما دخلت أم طفلة بالغة من العمر 4 سنوات إلى شرفة منزلها، ولكنها رأت أن إناء أحد أغلى أنواع نباتاتها الكبير قد انكسر وأن العديد من فروعه قد قُطِعت، لقد عرفت على الفور ما حدث: فلقد ربطت ذلك بموقف لابنتها، فذات مرة عندما حاولت تسلق هذا النبات لتقطع فروعه، لأجل شعر دميتها باربي، ولكن الأم كانت قد حذرتها ومنعتها من الاقتراب من النبات مرة أخرى لذا، عادت الأم لابنتها لتحصل منها تفسيرًا لهذا المشهد، ولكن طفلتها أنكرت هذا وألقت اللوم على كلب العائلة. 

ولكن كان رد فعل الأم جميلًا ومنطقيًا، حيث قاطعت طفلتها وهدئتها قائلةً: "ابنتي، أعدك بأنني لن أصرخ عليكِ فراجعي الأمر لمدة دقيقة، ثم أخبريني بما حدث بالفعل" وبالفعل، كان لذلك تأثيرًا إيجابيًا، فبعد لحظات اعترفت الطفلة أنها من تسببت في تلك الحادثة، بل والأجمل أنها ساعدت في إصلاح ما أفسدته مع والدتها ومع ذلك، حرصت والدتها على التأكيد على مدى تقديرها لصدق ابنتها وبفضل قيامها بذلك، علمت الطفل درسًا مهمًا، لذا حتى لو لم يكن الصدق دائمًا سهلًا أو مريحًا، فأنت والأشخاص الآخرون دائمًا ما تشعرون بتحسن إذا قلتم الحقيقة.

2. قيمة العدالة

 ويتحقق ذلك بالإصرار على أن يقوم الأطفال بالتعويض عن ما قاموا بإتلافه، وتأمل هذه القصة: ففي تجمع عائلي كبير، كان هناك طفلان تربطهم قرابة أنهما أبناء عم، ويبلغان من العمر 4 سنوات، يصنعان القلاع من الكتل الخشبية وفجأة، أوقع أحد الأطفال قلعة الآخر مما جعله يبدأ في البكاء عند مشاهدة هذا المشهد، وبخ والد الصبي الأول ابنه وأمره بالاعتذار وبالفعل، اعتذر الطفل بإخلاص بقوله: "أنا آسف".

ثم أخذه والده جانبًا وسأله: " لماذا دفعت قلعة ابن عمك "، وأجابه طفله أنه كان غيرانًا، لأن قلعة ابن عمه كانت أكبر من قلعته وأخبره والده أنه على الرغم من أن هذا لم يكن عذرًا لتدمير قلعة ابن عمه، إلا أنه يمكنه تفهم مشاعره، ثم أعاده للعب.

وهكذا، كان رد فعل الأب مشابهًا لرد فعل العديد من الآباء الأذكياء نفسياً: لقد أراد من ابنه أن يحدد مشاعره ويعبر عنها، وأن يفهم سبب تصرفه كما فعل حسناً هذا جيد، لكنه لا يكفي لذا، إذا كُنت تريد مساعدة أطفالك على استيعاب الإحساس الحقيقي بالعدالة، فأنت تحتاج كأبٍ وأمٍ، إلى تشجيعه على اتخاذ بعض الإجراءات لتصحيح الخطأ فعلى سبيل المثال، ربما قد يكون من الأفضل لوالد هذا الطفل أن يطلب منه مساعدة ابن عمه في إعادة بناء قلعته أو أن يحضر له بعض البسكويت أو الشوكولاته كبادرة اعتذار منه. 

إن قول " أنا آسف" أمر سهل جدًا بالنسبة للطفل، ويتيح له فرصة الفرار من المشكلة وإنقاذه منها، دون إجباره على التفكير، إن إنجاب طفل يصلح ما يفسده أولًا بأول، أي بطريقة استباقية يحمل رسالة أقوى بكثير وهكذا، إذا كنت تعلم أن طفلك قد تصرف بشكل سيءٍ تجاه شخص ما، فساعده على التفكير في طريقة للاعتذار والتعويض عنه فمثلًا، ربما يمكنه أن يهدي إحدى سياراته الإلكترونية لابن عمه الذي أتلف لعبته سابقًا، ربما يمكنه رسم صورة لأخته جراء مضايقتها طوال اليوم، ومن خلال تشجيع طفلك على القيام بمثل هذه الإيماءات، فإنك تؤكد على أهمية معاملة الناس بإنصاف وهي قيمة أساسية ستساعده يومًا ما في التفاوض حول العالم المعقد للعلاقات مع مجموعات الأصدقاء.

3. قيمة العزيمة

 وذلك يكون بتشجيعك له على مواجهة التحديات فعلى سبيل المثال، هناك موقف جميل لأحد الأمهات مع طفلها البالغ من العمر خمس سنوات، عندما جرى على أمه، كي يريها إحدى رسوماته باستخدام أقلام التلوين الجديدة، وكان رد فعل الأم في غاية اللطف والروعة، فظلت تمدح في رسمته قائلةً له: "هذه رسمة في غاية الروعة وذات ألوانٍ مميزة"، "عمل رائع!" فسعد الابن كثيرًا، وركض بعد ذلك إلى غرفته، ليبدأ في رسمة جديدة، ليحضرها إلى والدته من أجل تلقي هذا المديح ثانيةً، ثم أخرى وأخرى.

قالت والدته: " كل واحدة كانت أكثر سوءًا من السابقة"،  "لم أكن أعرف ماذا أقول"، ولكن كان يمكن أن يكون دورها أكثر إيجابيةً، حيث قد يكون الرد الأنسب هنا هو: "حسنًا، حبيبي، هذه الرسمة لم تقم بتنفيذها بعنايةً كالرسمة الأخرى، هل بذلت قصارى جهدك فيها؟"

إن العزيمة أو التصميم هما قيمتان يمكنك تشجيعهما منذ الصغر في ابنك، وإن أسهل طريقة للقيام بذلك هي تجنب الإفراط في الثناء وتزويد الأطفال بتعليقات صادقة، ولكن تُقدم بطريقة لطيفة وداعمة.

وهناك طريقة قوية أخرى لمساعدة طفلك على تنمية قيمة العزيمة فيه، ألا وهي تشجيعه على القيام بأشياء لا تأتي بسهولة والثناء عليه على مبادرته السابقة، فإذا كان ابنك خجولًا على سبيل المثال، شجعه بهدوء على الاقتراب من أصدقائه في المدرسة أو النادي، حتى إذا جعله هذا يشعر بالتوتر والخوف، وإذا كانت ابنتك متسرعة في تصرفاتها وسريعة الغضب، فعلمها استراتيجيات (مثل العد إلى عشرة أو التنفس بعمق) لكبح نوبات غضبها وتوترها، هنئ طفلك عندما يتمكن من القيام بأشياء يصعب عليه القيام بها، إن الطفل الذي يسمع "أحسنت حبيبي، أعلم أن ذلك كان صعبًا حقًا عليك، ولكنك فعلته كما يجب!" فيصبح أكثر تصميمًا على الاستمرار في المحاولة، معتزًا باعترافك بما يفعله. 

4. قيمة مراعاة المشاعر

ويتحقق ذلك بتعليم طفلك أن يفكر في مشاعر الآخرين دائمًا، شعرت إحدى الأمهات بالإحباط لأن ابنتيها، اللتين تبلغان من العمر 3 و 4 سنوات، انتهى بهما الأمر بالذهاب والقتال في كل مرة كانت تأخذهما لشراء متطلبات المنزل من السوبر ماركت وتحكي أنها حذرتهم، بقولها: " أنهم بحاجة إلى الجلوس معًا للوصول إلى معرفة كيفية القيام بالتسوق معها دون أن يشعر الجميع بمن فيهم أنا، بالضيق من تصرفاتهم".

وطلبت الأم من الفتيات تقديم اقتراحات حول كيفية جعل رحلتهن معًا إلى السوبر ماركت تجربةً أفضل لها وللأشخاص الآخرين في المكان، اقترحت طفلتها البالغة من العمر 4 سنوات أن يحضرن وجبات خفيفة من المنزل إلى السوبر ماركت حتى لا يستمرن في التذمر ومضايقتهن لها، في حين قالت الفتاة البالغة من العمر 3 سنوات إنها ستلهي نفسها هناك، بالغناء بصوت هادئ حتى تشعر بالسعادة.

تذكرت الفتيات وعودهن للأم، وكانت الرحلة التالية لهن مع الأم إلى السوبر ماركت أكثر سلاسة، سألت الفتاة الصغيرة أمها أثناء خروجهم من السوبر ماركت، "هل ما زلتي تشعرين بالضيق من تصرفاتنا، ماما؟" أكدت لها الأم أنها هذه المرة تشعر بالكثير من السعادة نحوهن ولاحظت كم هو لطيف أن لا أحد في المتجر أبدى ضيقه منا، خاتمةً حديثها بإهداء ابتسامة هادئة.

5. قيمة الحب

يميل الآباء إلى الاعتقاد بأن الأطفال يتمتعون بالحب الطبيعي والكرم مع عاطفتهم هذا صحيح، ولكن لكي تستمر مشاعر المحبة، يجب تبادلها إنه لأمر مخيف أن ندرك أنه على مدار يوم حافل بالنشاط، ربما تكون عبارة "أحبك" هي العبارة التي من غير المرجح أن يسمعها الطفل منك له أو لغيره.

دع طفلك يراك وأنت تُظهر حبك وعاطفتك للأشخاص في حياتك، عانق زوجتك عندما يكون أطفالكم في الجوار تحدث إلى أطفالك عن مدى حبك وتقديرك لأجدادهم وعماتهم وخالاتهم وأعمامهم وأبناء عمومتهم.  

وبالطبع، لا تدع يومًا يمر دون التعبير عن حبك لطفلك نفسه أظهر حبك له بطرق غير متوقعة: ضع له ملاحظة في صندوق طعامه، ألصق قلبًا على مرآة الحمام حتى يراه عندما ينظف أسنانه بالفرشاة، عانقه بلا سبب لا تدع فترات الانقطاع الصباحية أو روتين ما بعد الظهيرة يضغط على مظاهر المحبة من يومك بينك وبين طفلك.

يمكنني أن أضمن لك عمليًا أنه كلما قلت "أحبك" لطفلك، كلما رد طفلك "أنا أحبك" مرة أخرى، وكلما زاد عدد العناق والقبلات التي تقدمها له، زاد امتلاء منزلك بالحب والعاطفة، وعندما يشعر أطفالنا بالحرية في التعبير عن حبهم لنا، فإننا نغرس فيهم ربما أعظم قيمة على الإطلاق.

وختامًا، علينا أن نشير إلى أن الآباء ليسوا المصدر الوحيد الذي يتعلم الأطفال القيم من خلاله، ومن المؤكد أن أصدقائهم يؤثرون عليهم، خاصةً في مرحلة المراهقة وبالطبع من الصحي أن يفكر الشباب بأنفسهم وأن يطوروا نظرتهم إلى العالم، بقدر ما قد نرغب في التأثير على أطفالنا.

النشرة الإخبارية

اشترك فى نشرتنا الإخبارية واحصل على أحدث العروض و الإعلانات و الأخبار