الأسرة هي الملجأ الأول والمؤسسة التربوية الأولى لطفلك حتى يشب ويستطيع الإعتماد على نفسه ، وحين يأتي الحديث عن وجود قواعد وأُسس معينة مرتبطة بتربية الطفل منذ بداية نشأته ، فـ كل شيء يحكمه القواعد يسير بشكل منظم وذلك لأن وجود العشوائية فى بعض الأشياء تُفسدها
وعدم وجود قواعد علمية مدروسة فى ما يخص تربية طفلك ، ينتج عنه ظهور مجموعة من الأساليب الخاطئة فى التربية بشكل غير مقصود من الوالدين تؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل مثل :
وهنا يقوم الآباء بإستخدام العنف او الحرمان فى أمور وسلوكيات الطفل ، كـ الوقوف أمام رغباته التلقائيه ومنعه من عَمل سلوك مشروع معين ، او إزام الطفل بمهام تفوق قدراته وإمكانياته ، او أحياناً يكون فى فرض ملابس أو مأكولات معينة على الطفل ويصل الأمر لتدخل الآباء فى إختيارهم لـ أصدقاء طفلهم .
ينشأ الطفل ولديه مَيل شديد لإتباع الآخرين وتكوين شخصيه قلقة خائفة دائماً من السلطة وتتسم بالخجل والحساسية الزائدة.
وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب خَلق طفل عدواني يقوم بتخريب وتكسير اشياء الآخرين وذلك لأنه فى الصِغر لم يشبع حاجته من الحرية والاستمتاع بها!
وفي انتهاج هذا السلوك ، يقوم أحد الأبوين أو كلاهما بحماية الطفل والتدخل فى شؤؤنه بشكل كامل !
قد يبدو هذا السلوك فى بادئ الأمر شيء من الصواب ، ولكن عندما لا يُتاح للطفل الفرصة فى اتخاذ قراره بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف فى الكثير من أموره ، يظهر الجانب السلبي للحماية الزائدة !
وذلك كما فى حالة حل الواجبات المدرسية نيابةً عن الطفل او الدفاع عنه إذا اعتدى عليه أحد أقرانه بالضرب
التي ينتج عنها منع الطفل فى إتخاذ قراره بنفسه ، كما فى حالة إذا إعتى عليه أحد زملائه بالضرب.
هذا الأسلوب بدون أدنى شك يخلق داخل نفسية الطفل وشخصيته شيء من الضعف وعدم القدرة على تحمل المسئولية ورفضها ، إضافةً إلى انخفاض مستوى ثقة الطفل بنفسه ،
فـ نجد هذا الطفل لا يثق إلا فى قرارات الآخرين وغير قادر على التكيف على الإستقلالية لأنه فى مرحلة الطفولة تم حرمانه من إشباع حاجته للإستقلال ، فـ رغبته للإعتماد على الآخرين تكون مستمرة !
3-الإهمال
تُلقي إلينا الحياة بالكثير من الأعباء ، فـ ننشغل بطريقة عن أبناءنا فـ يؤثر ذلك عليهم بشكل سلبي ،
كـ أن نترك الطفل بدون تشجيع على سلوك طيب قام بفعله ، او تركه دون حساب إذا قام بسلوك غير مرغوب فيه وذلك بسبب الإنشغال الدائم .
كذلك الحال عندما يجتاز الطفل الإختبار بدرجة مرتفعة ولكنه لا يُكافأ مادياً ولا معنوياً ، ولكنه إذا حصل على درجة سيئه يُفاجأ بالتوبيخ من والديه !
بالرغم من أن هذه السلوكيات تكون بشكل لا واعٍ ، إلا إنها يتم تفسيرها من الأبناء على غنها نوع من النبذ والكهراهية والإهمال ، فـ تنعكس بآثارها سلبياً على نمو الطفل النفسي !
عندما يكبر هذا الطفل ، يقوم بالبحث عن جماعة ينتمي إليها ، يجد مكانته فيها ويجد الحُب الذي حُرم منه ، وهذا يُفسر هروب بعض الأبناء من المنزل إلى شلة أصدقاءه ،
وظهور بعض الإضطرابات السلوكية على الطفل مثل العنف او الإعتداء على الآخرين بالضرب او السرقة ، او إصابة الطفل بما يُدعى بالتبلد الإنفعالي ، فـ يُظهر عدم إهتمامه بالأوامر والنواهي التي يُصدرها أحد الأبوين !
كانت هذة بعض السلوكيات التي قد يصدرها الأبوين تجاه طِفلهما بشكل لا واعٍ للآثار السلبية التي قد تنتج على نفسية الطفل وطبيعة تأثيرها على شخصيته وتصرفاته فيما بعد !
ولكن ، كـشكل من أشكال التذكير : اعلم أن طفلك لا ينسى ، وكل سلوك تزرعه فيه، سوف تحصده .