مشكلة تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية هي مشكلة شائعة وخطيرة في عصرنا الحالي. هذه المشكلة تنجم عن استخدام الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط وغير مسؤول، دون الالتزام بضوابط وقيود تحمي الأطفال من أضرارها. هذه المشكلة تؤثر على الأطفال بشكل سلبي على مستويات مختلفة وعلى سلوك الطفل، منها:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الطفل يفضل الألعاب الإلكترونية على غيرها من الأنشطة،
العزلة والبعد من قبل الأبوين عن التواصل مع الأبناء: قد يشعر الطفل بالوحدة والحاجة إلى الترفيه والمتعة، فلا يجد غير الألعاب الإلكترونية وسيلة لذلك .
الشعور بالفراغ: قد يمل الطفل من الدراسة أو الأنشطة المنزلية أو الروتين، فلا يجد شيئاً يشغل وقته وينمي مهاراته، فيستسلم للألعاب الإلكترونية التي تمنحه شعوراً بالسعادة والنشوة .
الاحترافية الشديدة في جذب الشباب إلى الألعاب: تستخدم شركات الألعاب الإلكترونية استراتيجيات تسويقية متقنة لإغراء الأطفال والمراهقين بالألعاب، مثل التصاميم المبهرة والمؤثرات الصوتية والبصرية والجوائز والمستويات المختلفة .
الرغبة في الهروب من الواقع: قد يواجه الطفل مشاكل أو صعوبات في حياته، مثل التنمر أو التخويف أو التهميش أو التحديات الدراسية أو المشاكل الأسرية، فلا يجد حلاً أو دعماً، فيفضل الانغماس في عالم الألعاب الإلكترونية التي تُخَفِّفُ عنه همومه .
الألعاب الإلكترونية قد تكون ممتعة ومفيدة في بعض الأحيان، لكنها تحمل أيضاً العديد من الآثار السلبية على الأطفال إذا مارست بشكل مفرط أو غير مناسب فهي تشكل خطرًا بالغًا على الأطفال، ولها آثار سلبية كبيرة على مستواهم الصحي والنفسي والتربوي والديني . من هذه الآثار:
الآثار الصحية: قد تتسبب الألعاب الإلكترونية في إصابة الأطفال بمشاكل في العيون، مثل ضعف البصر أو جفاف الحدقة أو حساسية الضوء كما قد تسبب صداعاً، أرقاً، توتراً، عصبية، وإجهاداً للجهاز العصبى. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي إلى ضعف في العضلات والمفاصل والعمود الفقري بسبب الجلوس بوضعيات خاطئة أو لفترات طويلة. وقد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بها، مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو أمراض القلب. وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى الموت بسبب التعرض لإشعاعات كهرومغناطيسية أو نقص التغذية أو التهاب المخ .
الآثار النفسية والسلوكية: قد تؤثر الألعاب الإلكترونية على شخصية وسلوك الطفل بشكل سلبي، خاصة إذا كانت تحتوي على مشاهد عنف أو جريمة أو إباحية. فقد يصبح الطفل أكثر عدوانية وانطوائية وانزعاجاً . كما قد يصاب بالإدمان على هذه الألعاب ويجد صعوبة في التخلي عنها أو التحكم في وقتها. وقد ينخفض مستوى ثقته بنفسه ورضاه عن حياته . وقد يهمل واجباته الدراسية والدينية والأسرية . وقد يتأثر بالأفكار والمعتقدات المخالفة لدينه وثقافته.
فهي تؤثر على نموهم الجسدي والعقلي والانفعالي واللغوي، وتحد من نشاطهم وإبداعهم وتفاعلهم مع المجتمع، وتُضِيِّعُ عليهم فرص التعلم والترفيه المفيد، وتُسَبِّبُ لهم إدمانًا وانزعاجًا وتوترًا. لذلك يجب على الأهل أن يكونوا حذرين من هذه الألعاب.
علاج تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية :
يتطلب من الأولياء والمربين اتخاذ بعض الخطوات والإجراءات للحد من هذه الظاهرة وتصحيح سلوك الطفل. من هذه الخطوات:
وضع بعض القواعد والحدود للطفل عندما يتعلق الأمر باستخدام الألعاب الإلكترونية ، مثل تحديد وقت محدود لها، واختيار أنواع مناسبة ومفيدة منها، ومنع استخدامها في أوقات الدراسة أو النوم أو الصلاة .
تتبع مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل في ممارسة هذه الألعاب، والتأكد من بقائه ضمن الحدود التي تحددها أنت، وإشادة بالطفل عندما يلتزم بها، ومعاقبته بشكل مناسب عندما يخالفها .
تقديم أنشطة بديلة للطفل تستهلك وقته وطاقته بدلاً من هذه الألعاب، مثل الرياضة والقراءة والرسم والموسيقى والحرف والألعاب التربوية، والمشاركة معه في هذه الأنشطة لزيادة اهتمامه بها .
زيادة التواصل مع الطفل والإستماع إلى مشاكله وهمومه، وإظهار الحب والإهتمام به، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره وآرائه، وإشراكه في صنع القرارات المتعلقة به .
ربط الطفل بأقرانه من نفس عمره أو قريب منه، سواء في المدرسة أو في المسجد أو في المجتمع، وتشجيعه على المشاركة في الأنشطة الجماعية والبرامج الترفيهية معهم .
الإستعانة بالخبراء في حالة عدم تحسن حالة الطفل أو تفاقم إدمانه على الألعاب، فقد يحتاج إلى تدخل نفسي أو سلوكي لمساعدته على التغلب على هذه المشكلة .