تغذية الامهات المرضعات

تعتبر الرضاعة الطبيعية أكثر من مجرد إطعام الطفل، إنها تجربة تربوية وتفاعلية تعزز الارتباط العاطفي بين الأم والطفل. ففي هذه اللحظات الحميمة والمليئة باللمس والاحتضان، يشعر الطفل بالأمان والحب والراحة، مما يساعده على النمو والتطور الصحي.

من الناحية الصحية، يحتوي حليب الأم على تركيبة مثالية من البروتينات والدهون والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن التي تلبي احتياجات الطفل النامية بشكل مثالي. كما يحتوي على مضادات حيوية طبيعية ومكونات مناعية تحمي الطفل من العدوى وتقوي جهازه المناعي.

وبالإضافة إلى الفوائد الصحية، تساعد الرضاعة الطبيعية الأم أيضًا على الشفاء بعد الولادة. فإن عملية الرضاعة تعزز انقباضات الرحم وتقلل من نزيف الرحم، مما يساعد على استعادة الجسم لحالته الطبيعية قبل الحمل.

الرضاعة الطبيعية

تعد تجربة قيّمة للأم والطفل، حيث توفر التغذية المثلى والحماية الصحية والارتباط العاطفي. إنها رحلة فريدة من نوعها تشكل الأساس لصحة وسعادة الطفل في المستقبل.

لذا لابد أن نولى الاهتمام الى  تغذية الأمهات المرضعات فذالك موضوع ذو أهمية كبيرة، حيث تلعب دورًا حاسمًا في صحة ونمو الطفل. عندما تكون الأم في فترة الرضاعة الطبيعية، تحتاج إلى تناول نظام غذائي متوازن ومغذٍ يلبي احتياجاتها الغذائية الخاصة ويساهم في توفير العناصر الغذائية اللازمة للطفل.

أولاً وقبل كل شيء، ينبغي على الأم المرضعة أن تستهلك كمية كافية من السوائل، مثل الماء والعصائر الطبيعية، للحفاظ على الترطيب الجيد وتعزيز إنتاج الحليب الطبيعي. كما يُنصح بتناول وجبات صحية ومتوازنة تحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان توفير العناصر الغذائية الأساسية.

تشمل التوصيات الغذائية للأمهات المرضعات العناصر الغذائية التالية:

1.البروتينات:

تناول مصادر جيدة للبروتين مثل اللحوم الخالية من الدهون، والدواجن، والأسماك، والبقوليات، والمكسرات. يعتبر البروتين أساسيًا لنمو وتطور الجسم والعضلات لدى الرضيع.

2.الكربوهيدرات:

تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والخضروات والفواكه. توفر الكربوهيدرات الطاقة اللازمة للأم وتساهم في إرضاء احتياجات الطفل.

3.الدهون الصحية:

تناول مصادر جيدة للدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا والأفوكادو. الدهون الصحية ضرورية لتشكيل الحليب الطبيعي وامتصاص بعض الفيتامينات الضرورية.

4.الكالسيوم والفيتامينات:

يجب على الأم المرضعة زيادة استهلاك الكالسيوم من مصادر مثل الألبان والزبادي والبقوليات. كما ينبغي عليها التأكد من تناول كمية كافية من الفيتامينات والمعادن الأخرى المهمة، مثل فيتامين د وحديد وأوميغا-3.

5.تجنب المواد المحفزة والمنبهة:

ينصح بتجنب تناول الكميات الزائدة من الكافيين والكحول، حيث يمكن أن تنتقل هذه المواد إلى حليب الأم وتؤثر على الرضيع.

هل هناك أطعمة يجب تجنبها تمامًا أثناء فترة الرضاعة؟

نعم، هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي يفضل تجنبها أو تقليل استهلاكها أثناء فترة الرضاعة. على الرغم من أنه لا يوجد قائمة صارمة للأطعمة الممنوعة، إلا أن هناك بعض العناصر التي قد تؤثر سلبًا على الرضيع أو تسبب له تهيجًا أو اضطرابات هضمية. 

وفيما يلي بعض الأطعمة التي يُنصح بتجنبها أو تقليل استهلاكها:

1.الكحول: يجب تجنب تناول الكحول تمامًا أثناء فترة الرضاعة. يمكن أن يؤثر الكحول على نمو الرضيع وتطوره العصبي ويؤثر على وظيفة الكبد لديه.

2.الكافيين: يفضل تقليل استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية. يمكن أن يكون الكافيين مثيرًا للرضيع ويؤثر على نومه.

3.الأسماك المحتوية على الزئبق العالي: يجب تجنب تناول أنواع الأسماك الكبيرة التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق، مثل سمك التونة البيضاء النيئة وسمك القرش وسمك السيف والقرنفل. الزئبق العالي قد يكون ضارًا لنمو الجهاز العصبي للرضيع.

4.الأطعمة المحتملة للحساسية: في حالة وجود أعضاء في العائلة مصابين بحساسية غذائية، قد يكون من الحكمة تجنب تناول الأطعمة الشائعة المسببة للحساسية مثل الفول السوداني، والبيض، والمأكولات البحرية، والفول الصويا، والقمح. قد يسبب تناول هذه الأطعمة ردود فعل تحسسية لدى الرضيع عن طريق حليب الأم.

5.التوابل الحارة والتوابل القوية: بعض الأمهات يلاحظن أن تناول التوابل الحارة مثل الفلفل الحار أو الثوم أو البصل يؤثر على طعم حليبهن وقد يسبب تهيجًا لدى الرضيع. يمكن تجنب هذه الأطعمة إذا لاحظت الأم أن طفلها يظهر ردود فعل سلبية.

باختصار، تغذية الأم المرضعة تلعب دورًا حاسمًا في صحة الطفل ونموه. ينبغي على الأم أن تتبع نظام غذائي متوازن يشمل جميع العناصر الغذائية الأساسية، وأن تهتم بصحتها الشخصية وتلتزم بأسلوب حياة صحي. يستحسن أيضًا استشارة أخصائي تغذية أو طبيب نسائي للحصول على توجيهات مخصصة وملائمة لاحتياجاتها الغذائية الفردية.